نقل موقع «أكسيوس» توقعات لمصادر أمريكية وإسرائيلية بأن تنفذ إيران هجومًا يستهدف إسرائيل بدءًا من اليوم، ويتزامن ذلك مع زيارة قائد عسكرى أمريكى إلى المنطقة لتعبئة تحالف من أجل الدفاع عن إسرائيل.
وتعهد القادة الإيرانيون وقادة حزب الله اللبنانى بالانتقام من إسرائيل عقب اغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية فى طهران، ومقتل القيادى فى حزب الله فؤاد شكر فى هجوم استهدف ضاحية بيروت الجنوبية.
وأشار أكسيوس إلى أن المسئولين الأمريكيين والإسرائيليين لا يعلمون إذا كانت إيران وحزب الله سيشنّان هجومًا منسقًا أو يعملان بشكل منفصل، وأضافوا أنهم يعتقدون أن كلًا من إيران وحزب الله لا يزالان يعملان على إنهاء خططهم العسكرية والموافقة عليها على المستوى السياسي.
وفى ظل التوتر المتزايد بالمنطقة، بدأ الجنرال مايكل كوريلا -المسئول عن القوات الأمريكية بالشرق الأوسط ــ زيارة إلى دول خليجية عدة إضافة إلى الأردن وإسرائيل، وذكر موقع «أكسيوس» أن زيارة كوريلا مبرمجة قبل التطورات الأخيرة، ولكنه سيحاول استغلالها لتعبئة التحالف الدولى والإقليمى نفسه الذى دافع عن إسرائيل ضد الهجوم الإيرانى 13 أبريل الماضي.
وأفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بتعطيل نظام تحديد المواقع «جى بى إس» وسط إسرائيل ضمن إجراء احترازى لمنع استفادة مَن وصفتهم «بالأعداء» من خدماته، وتتكتم إسرائيل على طبيعة الهجمات التى قد تشنها فى حال تعرضت لهجوم غير مسبوق، وتكتفى بالتصريحات الصادرة عن المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري، الذى قال إن «الجيش فى حالة تأهب قصوى ومستعد لأى سيناريو».. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن هدوءًا يشوبه القلق يسود إسرائيل تحسبًا للرد الإيراني، وأفادت أن مسئولين محليين بإسرائيل حثوا السكان على تخزين الطعام والماء فى غرف آمنة محصنة، بينما أجرى المسعفون تدريبات طارئة، تحاكى سيناريو حرب واسعة النطاق مع إيران ووكلائها، على حد تعبير الصحيفة، وأضافت الصحيفة أن المراكز الطبية شمال إسرائيل استعدت لاحتمال أنها قد تحتاج لنقل المرضى والمصابين إلى أجنحة محمية تحت الأرض.
فى المقابل، ذكرت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية، أن وزير الخارجية الأردنى أيمن الصفدى زار إيران لإجراء محادثات مع نظيره الإيرانى فى وقت يتصاعد فيه التوتر. قال مصدر إيرانى مسئول إن طهران ستبلغ الصفدى رسالتين إحداهما للقيادة الأردنية والأخرى لأمريكا وإسرائيل، مشددًا على أنه من غير الوارد أن تقبل طهران بعدم الرد أو بردٍ رمزى وأى رد سيكون قاسيًا ومؤلمًا، وقال مستشار قائد الحرس الثورى الإيرانى إن العملية المزمع تنفيذها للرد على اغتيال هنية ستكون مفاجئة وتُعد أحد السيناريوهات التى لا يمكن قراءتها، مضيفًا أن نتنياهو يريد تحويل هزيمته أمام حماس إلى حربٍ إقليمية وإدخال الولايات المتحدة فى الحرب.
دوليًا، رَدَّ الرئيس الأمريكى جو بايدن على سؤال من الصحفيين بخصوص ما إذا كانت إيران ستتراجع عن موقفها وتهديداتها لإسرائيل قائلًا إنه لا يعلم لكن يتمنى ذلك.
فى سياقٍ متصل، كشفت صحيفة الجريدة الكويتية أن وفدًا أمريكيًا زار طهران سرًا بوساطة عمانية لنقل رسالة «تهدئة وتحذير» إلى طهران، لتفادى حرب كبرى يخطط لها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو.
وقال المصدر إن الوفد الأمريكى زار إيران بطائرة خاصة، انطلقت من تركيا، وحطت فى مطار بيام بمدينة كرج غرب طهران الخميس الماضي، مؤكدًا عقد لقاء استمر ساعتين بين المسئولين الأمريكيين والإيرانيين، فى المطار الخاضع لإشراف الحرس الثوري، قبل أن يعود الضيوف إلى أنقرة.
وأبلغ الوفد إيران بفتح نافذة لـ «رد يحفظ ماء الوجه» وحذرها من «فخ الانتقام»، وأضاف أن الوفد الأمنى الأمريكى أكد للإيرانيين مجددًا أن الولايات المتحدة لم تكن على علم بعملية اغتيال هنية، وأن الرئيس جو بايدن مستاء جدًا من التصرف المنفرد لنتنياهو، وأن الأمريكيين وصلوا إلى خلاصة مفادها أن وجود الأخير بسُدة الحكم لا يخدم الأمن والسلام العالميين، بعد أن بات خارج السيطرة.
وأضافت الجريدة الكويتية أن إدارة بايدن أمدت الإيرانيين بقائمة عملاء لـ «الموساد» ودعتهم إلى تفاهم نووى يغضب تل أبيب، وأوضح أن الوفد أكد للإيرانيين أن نتنياهو كشف عن خطته لعددٍ من كبار مسئولى اللوبيات الصهيونية خلال زيارته الأخيرة لواشنطن، إذ أطلعهم على اعتقاده بأنه آن الأوان لحرب كبرى، وهو لا يعنى فقط إسرائيل والولايات المتحدة ضد إيران وحلفائها بل كل دول المنطقة.