بقلم: د. طراد الرويس
في واقعنا الراهن، يمر مجتمعنا العربي بسلسلة من التغييرات الاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر على كافة مناحي الحياة وعلى أنماطها، بما فيها من نظم ومؤسسات اجتماعية واقتصادية وتربوية، ومن أهم هذه التغييرات الاجتماعية، هو التغيير في الأدوار الأسرية، وتغيّر الاتجاهات والقيّم والأخلاق، حيث تمثل هذه التغيرات تحديات ينبغي الاستعداد لها وتوجيهها لخدمة المجتمع وتنميته تنمية اجتماعية شاملة.
إن العمل على تحديد خصائص ووظائف مجتمعنا المدني، والوقوف على أهم معوقاته، وتحديد آليات تفعيله، سيمكن مجتمعنا من وحدته وصولاً إلى النهضة العربية .. فوحدة أمتنا العربية لم تعد بعد الآن حلماً وأمنية .. بل أصبحت في واقعنا الراهن مطلباً شعبياً عربياً رئيسياً، وأهدافاً استراتيجية تستهدف وحدة أمتنا ورفعتها والنهوض بحضارتها.
إن العمل المشترك الجاد للبدء بصياغة نهضة عربية حقيقية ستعفنا عن الحاجة إلى أي مكتسبات مدنية غربية .. فالعمل على وضع آليات صناعة نهضتنا يجب أن تبدأ من خلال تحديث النظام التعليمي، ثم تجديد الخطاب الديني المستند على السلم والسلام والتسامح مع الرأي الآخر والتعاون، وضرورة قيام نهضتنا العربية على أكتاف شباب أمتنا فهم قوتنا العظمى التي تنهض بها أمم العالم، فشبابنا هم الدعامة الحقيقية لصناعة نهضة أمتنا ووطننا العربي.
إن نهضة أمتنا العربية ليست ممكنة إلا إذا تخطينا عقبتي تقليد الغرب، وتقليد الماضي، والتحّرر منهما، وإزاءً لذلك نحتاج في وقتنا الحالي إلى صياغة (رؤية عربية عربية للانتقال بوحدتنا من الحلم إلى الواقع).
فهل هناك سبيلاً لإصلاح أوضاعنا، وإيجاد حلول لقضايانا؟. حيث تعمقت الخلافات بين أبناء خير أمة أخرجت للناس، مما تسبب ذلك في انعدام سبل التواصل فيما بينهم.
ومن واجباتنا ومسؤولياتنا المجتمعية العمل على حث شبابنا العربي وتوجيهه للعمل بواجبه الشرعي في رأب الصدع المهدد لأمتنا العربية، ونبذ الخلاف والعنصرية، وتوحيد الصف والكلمة والهدف والمستقبل .. فوحدة أمتنا ليست موجهه ضد أمة ما، وإنما تسعى للتضامن من أجل خير للإنسانية .. ففي واقعنا الراهن حال أمتنا مؤلم، وكفيل أن يجعلنا ندرك ضرورة تجاوز الصورة السلبية التي أثقلت حاضرنا .. فالدعوة إلى نشر الوعي، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، واستيعاب سنة الاختلاف سيفتح بين مجتمعاتنا العربية جسوراً للحوار والتفاهم والتعاون نحو الوفاق والوئام والعمل الجاد والنظر للمستقبل بأفاق واعدة مفعمة بروح الأخوة والتضامن.
وندعو المولى عز وجل ان يحفظ اوطاننا العربية والإسلامية، ويديم عليها الأمن والأمان، والتقدم والازدهار، في ظل حكّامنا ورؤسائنا وحكوماتنا العربية الرشيدة.