مازالت جماهير ريال مدريد الإسباني تبحث عن نسخة كيليان مبابي السابقة، في ظل ترنحه وعدم ظهوره مع الفريق بمستواه المعهود حتى الآن.
ودخل المهاجم الفرنسي ملعب أنفيلد تحت وطأة ضغط قيادة ريال مدريد، في غياب البرازيلي فينيسيوس جونيور المصاب، إذ انتقلت المفاتيح إلى الفرنسي، لكنه لم يكن موفقا أمام ليفربول الإنجليزي يوم الأربعاء الماضي في دوري أبطال أوروبا.
وبعيدا عن ركلة الجزاء الضائعة، طاشت تمريرات مبابي واختفى داخل الملعب، ولم يظهر سوى في تسديدتين فقط، ليعادل أدنى أرقامه هذا الموسم عندما لعب كأساسي.
بقيادة مبابي.. 10 إصابات تزيد مأساة ريال مدريد
ولم يكن مبابي أقل ظهورا من موقعة ليفربول سوى في لقاء ليل، حين لعب 34 دقيقة بعدما نزل من على مقاعد البدلاء عقب تعافيه من إصابة عضلية.
وخسر الريال تلك المباراة أيضا، بينما لم يوجّه مبابي تسديدة واحدة على مرمى الفريق الفرنسي. أما أمام ليفربول، الذي فاز 2-0، فقد حاول مرتين؛ ركلة الجزاء الضائعة وكرة أخرى ارتدت من دفاع الريدز وخرجت إلى ركلة ركنية.
ومنذ بداية الموسم الجاري، سدد مبابي الكرة مرتين على المرمى في مناسبتين، لكنه سجّل في كليهما؛ أمام سيلتا فيغو وألافيس، بنسبة دقة 50%، وكان بوسعه تكرارها أمام الـ(ريدز)، لكنه فشل في تنفيذ ركلة جزاء كان من شأنها تغيير سير الأمور تماما.
جدول ترتيب فرق دوري أبطال أوروبا 2024-2025 (محدث)
فبينما كان الريال في أمس الحاجة إلى هدف التعادل، سنحت فرصة ذهبية من علامة الجزاء، كان الميرينغي سيعطي بواسطتها درسا آخر في الصمود، إلا أن الحال انتهى به بالهزيمة على يد أحد أفضل الفرق حاليا في أوروبا والذي يحتل صدارة الدوري الإنجليزي وتشامبيونزليغ.
وعاقب ليفربول ضيفه بعد ركلة الجزاء الضائعة التي وضعها مبابي في الزاوية المريحة بالنسبة له، لكن بدون قوة أو سرعة كافية، ليمنح الحارس الإيرلندي كاويمهين كيليهير الفرصة للتصدي لها.
الضغط يقتل مبابي
قد يكون الضغط هو العامل الذي أدى إلى أن ينفّذ مبابي اللعبة بهذا الشكل، رغم أنه سجّل من ركلة جزاء أيضا في مواقف أصعب بكثير؛ مثل نهائي كأس العالم قطر 2022.
كيليان مبابي
ولا يزال كيليان أبعد ما يكون عن اللاعب الذي يصنع الفارق وضمن الأفضل في العالم مثلما كان في السابق، حيث كان وجهه بعد أن أهدر ركلة الجزاء يعبّر عن لاعب محبط يفتقد للثقة وغارق في المعاناة منذ مبارياته الأولى مع ريال مدريد.
جدول ترتيب هدافي دوري أبطال أوروبا 2024-2025 (محدث)
وتظهر الأرقام أن مبابي قدم خلال موقعة “أنفيلد” مستوى يقل بكثير عن قدراته الحقيقة، حيث مرر الكرة 26 مرة ونجح في تنفيذ 18 منها فقط بنجاح بنسبة دقة 69.2%، وحاول المراوغة 7 مرات، لكنه تجاوز منافسيه فحسب في 4 أي بمعدل فعالية 57.1%.
كيليان مبابي
أرقام متواضعة للغاية، خاصة وأنه كان يحمل على عاتقه مسئولية انتشال الفريق الذي يعاني تفشي الإصابات في صفوفه، وأكثرها تأثيرا تلك التي طالت فينيسيوس جونيور.
ولإدراك الفارق، يمكن الاستشهاد بمباراة ليغانيس في الدوري حين حاول مبابي التمرير 43 مرة ونجح في 36 (83.7% دقة)، وحاول مرواغة لاعبي المنافس 12 مرة، نجح في 9 منها (75% فعالية)، كما سدد 5 مرات على المرمى، محرزا منها هدفا، كما لو كان مبابي آخر.
حماية ملكية
برغم أن مبابي خذل الريال حينما كان الأخير في أشد الحاجة إليه، خرج كارلو أنشيلوتي واللاعبون للدفاع عن الفرنسي أمام وسائل الإعلام عقب المباراة.
وقال المدرب الإيطالي: “ليس لدينا الكثير لنفعله معه.. إنه يعمل بجهد ويتأقلم على نحو جيد، لا تسير الأمور على ما يرام معه، لكن ينبغي التحلي بالصبر لأنه لاعب استثنائي”.
كارثة جديدة محتملة.. «حادث سير» يزيد جراح ريال مدريد (فيديو)
أما زميله جود بيلينغهام فقد أكد أن “الضغط الواقع عليه هائل رغم أنه جيد، لم نخسر بسبب ركلة الجزاء، بل لعبوا أفضل منا.. يتعين على كيليان أن يرفع رأسه وستأتي الأوقات العظيمة له في هذا الفريق”.
كيليان مبابي
لوكا مودريتش قائد الميرينغي كان أول من ظهر مدافعا عن مبابي بتصريحه “نرى أنه يبلي بلاءا حسنا ويتدرب بقوة وثقة.. لم يوفق اليوم خاصة في ركلة الجزاء، إلا أننا نثق به وبالتأكيد سيقدم ما هو منتظر منه”.
ولم يتوان داني سيبايوس ولوكاس فاسكيز عن محاولة صد سهام النقد عن مبابي الذي ربما أعاد إلى الأذهان تلك العبارة التي أدلى بها رئيس النادي فلورنتينو بيريز في يونيو/حزيران 2022 عند فشل صفقة ضم اللاعب، رغم أن كل المؤشرات كانت تؤكد اقترابه من ملعب سانتياغو برنابيو، حيث قال حينها “ليس هذا مبابي الذي أعرفه”.