بقلم السيد شلبي
تطورت الأزمنة بتعاقبها من العصور القديمة ثم الحديثة فالمعاصرة وارتبطت ارتباطا وثيقا بإشكالية اللقب أو المنصب كمكانة إجتماعية ودور اجتماعي يؤكد هذه المكانة بامتيازاتها المختلفة ، وفي العصر الحديث وبدخول الغزاة المجتمعات العربية أصبح هناك مايسمى بشراء الألقاب مثل الباكوية والباشوية ..
فكانت الشرعية التي تستبيح شراء كل شيئ على حساب الكثير من هدم الأحقيات والأولويات وتهميش الكفاءات وهضم حقوق المجتهدين وضياع مبدأ تكافؤ الفرص لمن لايملكون …
وكأن هذا هو الحال والشطارة والمهارة في تأصيل لمبدأ الفساد الأزلي الأبدي اللي معاه يلزمه واللي ممعهوش ميلزموش فأصبح كأنه الكابوس الملازم لنا الى الآن ..
ومن هنا أصبحت أحلام الناس معلقة بهذه الآمال لأبنائهم من كافة طوائف المجتمع فأصبح الآباء لديهم الإستعداد لبيع أعز مايملكوا ان كانوا فقراء ام أغنياء او متوسطي الحال…
للحصول على شهادة او منصب أو لقب لامع براق يؤمن لهم حياتهم ويفتح لهم الأبواب المغلقة .. وهنا ظهرت أنواع عديدة وأشكال مختلفة ممن يتصيدون في الماء العكر وليكونوا مافيا قل أم سماسرة لجلب السعادة للراغبين العاشقين الشغوفين للألقاب والمناصب والشهادات ذلك لتحقيقها لهم في مقابل مادي معتبر هذا بخلاف المجاملات والمقايضات وتبادل المنافع كشروط للحصول على هذه الوظائف والشهادات من أول كلياتها وتدريباتها أو تسهيل شروط الوظيفة..
ومن هنا انقلبت الأحوال المنقلبة أكثر بظهور دول تعاني ركود اقتصادي وثقافي وفكري ببعض جامعاتها التي تهدف الى جلب أموال من المشتاقين لشراء الشهادات فظهرت جامعات تحت بير السلم في دول عديدة منها روسيا بعد تفكك الإتحاد السوفيتي ورومانيا وبعض الدول الأوروبية الشرقية جامعات لا ترعى اخلاقيات العلم والبحث العلمي فكل همها حصد الأموال تحت غطاء شرعي من الدراسات الوهمية فالطالب يسافر لفترة زمنية محددة ويدفع المعلوم ثم يرجع الى بلده حاملا مالذ وطاب من الشهادات البراقة اللامعة وبسلاح قوي من العلم الشيطاني لهدم ماتبقى في بلده من قيم ومبادئ ..
ورأى البعض بالطبع انه لماذا يسافر الطالب ؟ طب منجيب له بير السلم هنا ويدفع هنا ونخلص القصة وهذا ما يجعلنا امام كارثة كبرى يجب التعامل معها… فكم من هؤلاء من حملة الشهادات والألقاب المشتراه نعرفهم وصادفناهم في حياتنا العلمية وخصوصا الجامعية انهم بالأعداد الكثيرة وليست بالقليلة فكانوا يفاخرون بهذا ويعترفوا به بعد ان أصبحوا رسميا في اماكن ومنابر علمية لها قدسيتها ومكانتها العلمية الفريدة… لقد حان الوقت للمحاسبة ووقف هذا التحايل المقيت على العلم …
فهل يصدق ان هناك مراكز تدريبية غير رسمية يديرها اشخاص لهم مكانة اجتماعية هامة يبيعون اللقب ب ١٢٠٠ جنيه ليسمى بالمفوض الدولي في ذيل لقبه اهذا يعقل بخلاف المواقع والمنصات على الإنترنت التي تبيع الوهم باسم جامعات ومعاهد مزيفة وشهادات مضروبة وغير مضروبة والدفع اون لاين وكله بيسترزق فلماذا نلوم على ممثل او مغني.؟ لماذا ونحن جميعا نلقب بعضنا بالباشا ومعالي المستشار ومعالي البيه ومعالي الدكاترة بلسان حاد وثرثرة افك ونفاق بلا أدنى درجة علمية او منصب يذكر لمن نوجه له كلامنا فهذا ليس بانزال منزلة ..
يجب ان نلوم انفسنا فكلنا مشاركون في هذا الجرم لأننا نرى ونسمع ونصمت نعم يجب إنزال الناس منازلها ولكن من لهم الأحقية ممن يقومون بدورهم الفعلي وليس من صنعهم جمهور الهلس والغش والرقص ، نريد الوقف الفوري لهذه المهازل فكيف تستوي الجمهورية الجديدة بهذه السفالات التي ترتكب في حق العلم بوجود مسؤولين لايرون أمامهم سوى مقاعدهم وكراسيهم يفرخون لهذه المهاترات ومصائبهم واضحة للعيان كرؤساء جامعات ومناصب علمية ودينية كالخشت ومختار جمعة تركوا غايتهم العلمية ليتفرغوا للمشاحنات والخلافات مع أساتذة من الفضلاء فيقوموا بتهميشهم لرفعة من ينافقوهم فبهذا الا نستحق الغضب والمعاناة وهناك من يغضب علينا جميعا من سيحاسبنا من له المعالي والعزة من فتح أبواب الرزق للجميع فتغافلنا وفضلنا أبواب الشيطان للرزق والعمل والألقاب الهالكة أمام قوته وجبروته انه الحي القيوم..