كتب – محمود الهندي
بدأت رحلته في الرسم بالفم والقدم منذ الخامسة من عمره، فرغم الإعاقة الجسدية إلا أن إرادته وعزيمته لم تكن سوى دافعًا له نحو التميز والنجاح، لتبدأ مسيرته كفاحه مع محاولات الإمساك بالقلم في ظل عدم امتلاكه ليد يمسك ويكتب بها، ومن هنا بدأت المسيرة.
بدأ الدكتور رضا فضل، مدرس التربية الفنية بجامعة الأزهر، قصته مع الرسم منذ صغره، وخلال حديثنا معه قال: الرسم موهبة من عند الله، وقد أحببت الرسم والخط العربي وأنا في سن الخامسة، وكنت أحب المنافسة مع زملائي في المعهد الأزهري، وكان المعلمون بالمعهد يقارنون بين هذه الرسومات ويفضلون طريقتي في الرسم، حتى أنني كنت أحيانا أتبادل الرسومات بيني وبين زملائي حتى يحكم المعلمون على الرسم بكل شفافية دون تعاطف معي بسبب إعاقتي.
ويستكمل حديثه فيقول إنه بدأ المشاركة في مسابقات الرسم وهو في الإعدادية، وكانت هذه نقطة تحول بالنسبة له، فالمسابقات تحتاج إلى مجهود ومهارة أكبر، فبدأ يطلع على رسومات المتسابقين المشاركين ويستفيد ويكتسب مهارات وأفكار جديدة، يساعده في ذلك مشرف فني بمركز الشباب بقريته شباس الشهداء، وعندما وصلت إلى الصف الرابع الثانوي تم اختياري مع طالب آخر لتمثيل محافظة كفر الشيخ في مسابقة على مستوى الجمهورية.
التحق الفنان التشكيلي رضا فضل بفضل نصائح وتوجيهات الدكتورة منى أبو النصر بقسم التربية الفنية بكلية التربية في جامعة الأزهر، وأثقل موهبته بالدراسة الأكاديمية، فحاز المركز الأول على دفعته في كل سنوات دراسته الجامعية وتخرج في كلية التربية بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، ثم التحق بالدراسات العليا وحصل على الماجستير عام 2014م والدكتوراه عام 2019م.
يشير الدكتور فضل إلى أن القانون الذي أصدره الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، رقم 10 لسنة 2018م الخاص بحقوق الأشخاص ذوى الإعاقة كان نقطة تحول لأصحاب الهمم والعزائم للحصول على حقوقهم واهتمام الدولة بهم، وقد مثل دفعة معنوية مهمة، معبرًا عن شكره للرئيس السيسي على اهتمامه ورعايته لذوي الإعاقة.
ويحكي الفنان التشكيلي عن لقائه مرتين مع الرئيس السيسي فيقول إنه قابله مرتين الأولى في معرض قادرون باختلاف والمرة الثانية كانت في افتتاح معرض تراثنا، وعرض عليه أعماله الفنية، وتعد أشهر لوحاته لوحة رسمها لأيقونة انتفاضة الأقصى الطفل الشهيد محمد الدرة، وقد أهداها إلى قواتنا المسلحة، ولوحة أخرى كذلك لشهداء كرم القواديس.
ويؤكد الدكتور الجامعي الأزهري أن دعم فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، لذوي الإعاقة وتكريمه لهم يمثل تحفيزًا وتكريمًا وتقديرًا لجهودهم وإيمانًا بمواهبهم وقدراتهم في تقديم صورة مشرفة للأزهري المبدع والمبتكر، وأنه حظي بكل الدعم عند تعيينه عضوًا في هيئة التدريس بكلية التربية جامعة الأزهر، فرغم أن الأمر كان غريبا وجديدًا بتعيين شخص لديه إعاقة طرفية علوية في كلتا يديه لكن الأزهر يسر له الصعاب حتى أصبح عضوا بهيئة التدريس بالجامعة، واليوم يحظى بكل الدعم والتقدير.
وفي نهاية حديثه، وجه الدكتور الجامعي والفنان التشكيلي رضا فضل رسالة إلى كل الشباب بضرورة السعي والاجتهاد والعمل على تحقيق أهدافهم وطموحاتهم، وأن الإعاقة تكون في الفكر والكسل، فكل إنسان لديه هدف سيحققه إن سعى إليه بجد واجتهاد وعزيمة وتوكل على الله.