جريدة مصر اليوم

«بالجنيه والروبيل».. مصر وروسيا شراكة اقتصادية بعيدًا عن الدولار


تشهد العلاقات الاقتصادية بين مصر وروسيا تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت هذه الشراكة أكثر عمقًا من أي وقت مضى، وتركز هذه العلاقات على تعزيز التعاون التجاري بين البلدين، وذلك من خلال اتفاقيات اقتصادية استراتيجية تهدف إلى تبادل المنافع وتحقيق مصالح مشتركة.

نواب: زيارة السيسي إلى موسكو محطة مهمة لتعميق العلاقات مع روسيا

مصالح اقتصادية حقيقية

في هذا الصدد، أكد الدكتور مصطفى بدرة الخبير الاقتصادي لـ”بوابة أخبار اليوم”، أن العلاقات بين البلدين قد تطورت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وهذه العلاقات بدأت تترجم إلى مصالح اقتصادية حقيقية منذ العام الماضي، حيث تم تطبيق اتفاقيات البريكس بشكل ملموس، وهو ما يعكس جدية التعاون بين الدولتين.

تعزيز الروابط السياسية

وأوضح بدرة أن الهدف الأساسي من هذه العلاقة هو تعزيز الروابط السياسية من خلال التعاون الاقتصادي، مع التأكيد على أهمية أن تكون هذه العلاقات مترجمة لمصالح اقتصادية متبادلة، تنعكس بشكل إيجابي على الاقتصاد المصري، مضيفا: “نحن لا نتحدث فقط عن التعاملات الاقتصادية الثنائية بين مصر وروسيا، ولكن عن سياسة اقتصادية شاملة تضمن التنوع في مصادر التعاملات، سواء من خلال تبادل العملات المحلية أو عبر التعاملات التجارية المشتركة”.

فتح آفاق جديدة للاستثمار

وأضاف الدكتور مصطفى بدرة أن التعاون بين مصر وروسيا لم يتوقف عند المستوى الثنائي فقط، بل امتد ليشمل التعاون مع دول أخرى مثل الصين، حيث بدأت مصر في استخدام اليوان الصيني في بعض المعاملات التجارية، وهو ما يساهم في فتح آفاق جديدة للاستثمار في البلاد.

الضغط على الدولار الأمريكي

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن استخدام العملات المحلية، مثل الجنيه المصري والروبل الروسي أو اليوان الصيني، يمثل خطوة هامة نحو تقليل الضغط على الدولار الأمريكي، مما يخفف من أعباء الدين الخارجي على مصر ويتيح لها مزيد من الأريحية في سداد الديون بعملات مختلفة.

تأثير إيجابي على الموازنة العامة للدولة

وأكد بدرة أن هذا التوجه قد يكون له تأثير إيجابي على الموازنة العامة للدولة، وقد يؤدي إلى تعزيز الاستقرار المالي على المدى الطويل، كما أكد أن هذا النموذج من التعاون إذا نجح، فسيحقق فوائد كبيرة للاقتصادات المشتركة ويخلق نماذج جديدة للتعامل الاقتصادي بين الدول.

الاستغناء عن الدولار

وشدد على أن العالم اليوم يسعى للاستغناء عن الدولار كأداة وحيدة للمعاملات الدولية، مشيرًا إلى أن هذا التوجه يمثل مطلبًا عالميًا في الوقت الراهن، وهو ما تدعمه كل من روسيا والصين، بالإضافة إلى مصر، كما أن الدولار سيظل العملة الرئيسية في العالم، ولكن هناك خطوات لتقليل اعتماده، وهو ما يشمل التعامل بالعملات المحلية لتلبية مصالح كل دولة على حدة.

مصر في الساحة الاقتصادية العالمية

وأثنى د. مصطفى بدرة على الجهود التي تبذلها مصر في هذا الاتجاه، مشيرًا إلى أن مصر اليوم أصبحت لاعبًا مهمًا في الساحة الاقتصادية العالمية، وتواصل تعزيز علاقاتها مع أكبر اقتصادات العالم.

Exit mobile version