متابعة /أيمن بحر
غيرت أحداث الحادى عشر من سبتمبر وجهة نظر الولايات المتحدة الأمريكية للعالم. حيث شن بوش الإبن حرباً ضروس ضد أسامة بن لآدن وحركة طالبان. وتم الإطاحة بطالبان. وظهر التحالف الدولى بإقتحام أفغانستان. لم تتم دراسة عملية التواجد الأجنبى العسكرى بأفغانستان جيداً. لم تستطع الحكومات الأفغانية من تنظيم مؤسساتها الوطنية. وبعد عقدين تنسحب القوات الأجنبية من أفغانستان وأصبح نجاح تواجدها أقل من المتوقع.
عمل إرهابى خطير يهدّد مطار كابول.. وتركيا تبدأ الإنسحاب. حذرت واشنطن وحلفاؤها من إمكانية وقوع عمل إرهابى فى محيط مطار كابول الذى يشهد فوضى واسعة، وطالبت المحتشدين هناك بإخلاء المكان ويأتى الخطر تحديداً من تنظيم داعش حسب دبلوماسى غربى هذا فى وقت بدأت تركيا بسحب قواتها.
ناشدت الولايات المتّحدة الأربعاء الحشود المتجمّعة قرب مطار كابول على أمل دخوله لإجلائهم من أفغانستان بعد سقوطها فى أيدى حركة طالبان أن يغادروا المكان فوراً بسبب تهديدات أمنية فى حين وجّهت بريطانيا وأستراليا تحذيراً أكثر دقّة بحديثهما عن تهديد مرتفع بوقوع هجوم إرهابى.
وكتبت وزارة الخارجية البريطانية فى وقت متأخر من ليل الأربعاء (25 أغسطس/آب) على موقعها الإلكترونى لا تذهبوا الى مطار حامد كرزاى الدولى فى كابول. ويشهد المطار فوضى واسعة منذ سيطرة حركة طالبان على المدينة ورغبة الآلاف فى الفرار.
وتابعت الخارجية فى نصيحتها “إذا كنتم فى منطقة المطار، فغادروها الى مكان آمن وإنتظروا المزيد من التعليمات أما إذا كنتم قادرين على مغادرة أفغانستان بأمان بطرق أخرى، فافعلوا ذلك على الفور.
بدورها قالت وزارة الخارجية الأميركية فى تحذير مماثل لكنّه إتّسم بدقّة مكانية أكثر إنّ “الأشخاص الموجودين حالياً عند مداخل المطار التالية: المدخل آبى والمدخل الشرقى والمدخل الشمالي يجب أن يغادروا على الفور بسبب تهديدات أمنية لم تحدّدها.
من جهتها، حذّرت وزارة الخارجية الأسترالية من أنّ هناك تهديداً مرتفعاً للغاية بوقوع هجوم إرهابى. وعلى غرار بريطانيا، نصحت أستراليا أولئك الذين يحاولون مغادرة أفغانستان بعدم التوجّه الى المطار.
لكن رغم التحذيرات، قال دبلوماسى غربى فى مطار كابول يوم الخميس إن حشوداً ضخمة تواصل التوافد على بوابات المطار رغم تحذيرات الولايات المتحدة وحلفائها من هجمات محتملة قد يشنها متشددو تنظيم الدولة الإسلامية. وقال الدبلوماسى الذى طلب عدم نشر إسمه، لرويترز إن ما يقدر بنحو 1500 يحملون جواز سفر أو تأشيرة الولايات المتحدة يحاولون دخول المطار.
وأضاف أن الرحلات الجوية ستزيد يوم الخميس بعدما تباطأت أمس.
وكان وزير الخارجية الأميركى أنتونى بلينكن قال الأربعاء إنّ طالبان تعهّدت السماح للأميركيين ولرعايا دول أخرى وكذلك أيضاً للمواطنين الأفغان المعرّضين للخطر” بالمغادرة بعد إنسحاب القوات الأجنبية من كابول فى 31 آب/أغسطس الجاري.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية أمس الأربعاء أنها باشرت سحب قواتها من أفغانستان متخليّة على ما يبدو عن خطتها للمساعدة فى تأمين مطار كابول بعد إنسحاب القوات الأميركية فى نهاية آب/أغسطس الجارى. وقالت الوزارة فى بيان إنّ أفراد القوات المسلّحة التركية الذين يقومون بمهمة فى مطار حامد كرزاى فى أفغانستان بدأوا بالمغادرة عائدين الى بلدهم. وأضافت أنّ القوات المسلّحة التركية ستعود الى أرض الوطن معتزّة بنجاحها فى إتمام المهام الموكلة اليها. ونشرت تركيا فى أفغانستان 500 جندى أدّوا مهام غير قتالية فى إطار مهمة حلف شمال الأطلسى التى تم التخلى عنها حالياً فى البلاد.
وأكّد الرئيس التركى رجب طيب إردوغان أن أنقرة لا تزال مهتمة بلعب دور فى أفغانستان وترك قنوات الإتصال مفتوحة مع قادة طالبان. وقال تزامناً مع الإعلان عن سحب جنوده من كابول إنّه من المهمّ أن تستقرّ أفغانستان.