بقلم :محمد سعد عبد اللطيف .مصر
في مشهد سريع كان سقوط أمريكا وحلفائها في صراع جيوسياسي بإعلان وصول 3الألف جندي أمريكي لتأمين الإنسحاب من افغانستان هو اعلان عن انهيار المسمي الحرب علي الإرهاب..هل سيناريو خروج امريكا من افغانستان سوف يجعل صراع أخر في المنطقة من قوي صاعدة مثل “الصين وروسيا ” ضد طالبان ؟
هل استطاعت طالبان هزيمة الجيش الاحمر والمارينز وان جغرافية افغانستان كانت اكبر من طائرات بي 52/ والقنابل الذكية .؟هل يتعلم العرب من دروس طالبان في قضية الصراع العربي الإسرائيلي !!
من حرب الإيمان علي الإلحاد الي الحرب علي الإرهاب الي ولادة نظام عالمي جديد .من رحم المعارك وكهوف وجبال “قندهار ” والحرب الخفية من رحم صراع غير مرئي من حرب بيولوجية من وباء كورونا !!
هل الإنسحاب الامريكي من افغانستان هو بداية عصور الإضمحلال الجيوسياسي الامريكي ؟.. لقد لعبة الجغرافيا دورا مهما .في الصراع علي الأرض الوعرة والجبال والكهوف في هزيمة القوي العظمي صراع تم توظيفة إيدولوجيا في سبعينيات القرن المنصرم .
حشدت مشاعر وجمعت أموالا وتبارت نظم عربية، خاصة فى مصر والسعودية، على إرسال المقاتلين إلى الحرب الأفغانية.ففي مصر تم نشر فيديوهات مفبركة علي الشباب من عمليات جهادية مجرد رفع شعارات إسلامية تسقط المقاتلات الروسية في افغانستان . عبارة عن الجهاد ضد الألحاد
جرى ذلك كله تحت الإشراف الكامل للإستخبارات الأمريكية،لقد استطاعت المخابرات الأمريكية أن تصنع قوة ادولوجية دينية لها في الشرق الأوسط .حتي حدود الصين. ومع أنتهاء العمليات العسكرية والدعم اللوجستي الأمريكي وخروج السوفييت.من افغانستان .كان سقوط جدار برلين ،والأعلان عن هزيمة الروس بتداعيات الهزيمة الاستراتيجية تفككت الدولة السوفييتية والمنظومة الاشتراكية فى أوروبا الشرقية وحلف «وارسو»، الذى كان يوازن حلف «الناتو» فى سنوات الحرب الباردة.
فى فبراير (1989) انسحبت القوات السوفييتية من أفغانستان، كان ذلك إيذانا بنهاية مرحلة كاملة من التاريخ الحديث، فى خريف نفس العام بدأ فتح بوابات جدار برلين قبل هدمه كاملا
.لقد خلقت عالم جديد من ولادة رحم المعارك عن ولادة (تنظيم القاعدة ).وحركة طالبان ونظام جديد علي الحدود السوفيتية.انتهت الحرب وتفككت الكتلة الشرقية وسقط حلف وارسو وبقي مابقي من المقاتلين في افغانستان وكانت بداية ولاية إسلامية وعاد من عاد الي ديار المسلمين وشكلوا جماعات مسلحة وفصائل جهادية حملت السلاح في بلدان عربية وشهدت مصر في تسعينيات القرن الماضي مواجهات عنف .
وكانت بداية الالفية الجديدة مع أكبر حدث عالمي غير وجه العالم حادث تفجير برجي التجارة العالمي في أمريكا ليعيد دائرة العنف مرة اخري في الشرق الأوسط بالحرب المعلنة علي مايسمي الحرب علي الأرهاب لتطيح بالمنطقة كلها .وتسقط بغداد .وكابول وتتغير ملامح المنطقة بعدها من حروب مازالت مشتعلة في العراق والشام وشمال افريقيا وجنوب الصحراء العربية والقرن الافريفي .
لم يكن قرار الإنسحاب الأمريكي من أفغانستان مفاجئا ، فقدصرحت الإدارات السابقة خلال العشر سنوات الأخيرة على تبنى ذلك الخيار. من” باراك اوباما الي ترامب الي الادراة الحالية” جميعهم قالوا عبارة واحدة
(لا يمكننا الاستمرار )لقد حدد الرئيس بايدن في الذكري العشرين لاحداث 11من سبتمبر القادم موعد نهائي للإنسحاب من افغانستان .ليسدل الستار علي أطول حرب خاضتها امريكا خارج حدودها هل انتصرت امريكا او انها تخفي هزيمتها أمام الصعود التنين الصيني ويكون وسط وسهول اسيا تحت الصاعد الجديد بمشروعه طريق《 الحرير 》 من كهوف وجبال افغانستان .
وهل سوف تنسحب من العراق والصومال وتعود امارة اسلامية من طالبان بشكل اخر في ثياب جديد وتنتهي الهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط .هل تفكر أمريكا في فراغ سياسي في وسط أسيا أمام صعود الصين وروسيا .مع التيارات الإسلامية وتكوين منطقة غير مستقرة علي حدود الصين وروسيا ؟
“محمد سعد عبد اللطيف
كاتب مصري وباحث في الجغرافيا السياسية “