كتبت / د ولاء الطنطاوى
الآفة الكبرى التي تجتاح بعض العاملين في التطوع أو عمل الخير وممن يظنون ويبدون للناس أنهم من قادة فعل الخير وأنهم شخصيات عامة تخدم الدين وتخدم المجتمع وفي حقيقتهم ما هم إلا مراءون للناس ومخفون ما في أنفسهم من فجور وشر تلك هي آفة الرياء والتي تعد من أخطر الآفات وأشدها فتكا بهم وبمجتمعاتهم
وعليهم أن يجاهدوا أنفسهم فورا للتخلص والتطهر منها وإلا ضل سعيهم في الدنيا والآخرة.
ولكي يكون لدينا تصور واضح أو قريب من الواضح:
نقصد بها من أظهر عملا صالحا ليراه الناس وليس يبتغي به وجه الله ومنه قوله تعالى: { يراءون ويمنعون الماعون } { بطرا ورئاء الناس }
طلبا للمنزلة والمكانة عندهم أو طمعا في دنياهم
والأشد من هذا أنهم أحيانا يمنعون الآخرين من فعل الصالحات ويحدون من نشاطات أولى الهمم والعزائم الصادقة
:{ يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس }
وبمرور الزمن تتأصل هذه الآفة في نفسه وتصبح وكأنما هي جزء لا يتجزأ من شخصيته
رغبة منه في الصدارة أو المنصب : وقد تدفع الرغبة في الصدارة أو في المنصب إلى الرياء أو السمعة حتى يثق به من بيدهم هذا الأمر فيجعلوه في الصدارة أو يبوئوه المنصب
وأخيرا قد يكون الجهل أو الغفلة عن العواقب أو الآثار الناجمة عن الرياء أو السمعة هي السبب في مراءاة الناس أو تسميعهم فإن من جهل أو غفل عن عاقبة شئ ما لاسيما إذا كانت هذه العاقبة ضارة تعاطى هذا الشيء ولازمه حتى يصير خلقا له قال تعالى: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ). قال تعالى: (لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّـهَ بِهِ عَلِيمٌ) وعلينا ان نتعلم معنى التطوع ما هو التطوع؟
هو تقديم المساعدة والعون والجهد من أجل العمل على تحقيق الخير في المجتمع عموماً ولأفراده خصوصاً، واطلق عليه مسمى عمل تطوعي لان الانسان يقوم به طواعية دون اجبار من الاخرين على فعله، فهو ارادة داخلية، وغلبة لسلطة الخير على جانب الشر، ودليل على ازدهار المجتمع.
يعد التطوع خيارًا رائعًا عندما يتعلق الأمر بتزويد نفسك بفرصة جديدة في مجالات مختلفة من الحياة التي تمنحك القدرة على مقابلة أشخاص جدد وتوسيع جهات الاتصال الخاصة بك ومساعدتك في الخروج من منطقة راحتك، مما يجعلك أكثر ثقة ويزيد من مهاراتك الاجتماعية وقدرتك على التواصل الفعّال مع محيطك. التطوع يقدم للإنسانية سببًا للاستمرار ويعطيك سبب للعيش من أجله، يمنحك التطوع فرصة رؤية حياة الآخرين في مصائبهم وكل المتاعب التي يوجهونها ليعيشوا يومًا آخر. عندما ترى كل ذلك تصبح شاكراً للحياة التي تملكها وتبدأ برؤية مشاكلك ليست بالأهمية التي كنت تظنها، وبالتالي تصبح مقدر للحياة التي أعطيت لك..