عندما يتخلى المسؤول عن «روتين المنصب»، ويدرك أنه مواطن في الأساس، له حقوق لا أحد يغفلها، أيضاً عليه واجبات يجب أن يؤديها تجاه الشعب.. هكذا فعلت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج السابقة، ورئيس الأمانة الفنية للتحالف الوطني للعمل الأهلي والتنموي الحالية، التي ضربت أروع الأمثلة في البساطة، وجسدت معاني الوحدة الوطنية.
«نبيلة» هو الاسم المدون في الأوراق الرسمية لدى الجهات الحكومية للوزيرة السابقة، لكنه «اسم على مسمى»، لما تقدمه تجاه المجتمع، من مبادرات ومشاركات في مختلف المناسبات، ما يعكس إيمانها بأن المسؤولية ليست تعليمات وأوامر، بل واجب مجتمعي تجاه المواطنين، يجب أن يحرص عليه كل من تولى منصب، وأنه مكلف لخدمة المواطنين.
ما تقدمه «نبيلة مكرم» من أعمال في خدمة المجتمع، جعلها محل ثقة لتولي رئيس الأمانة الفنية للتحالف الوطني للعمل الأهلي والتنموي وهو تكليف المستفيد الأول منه هو المواطن، لم تتمتع به السفيرة من قدرات وقناعات بأن العمل المجتمعي هو واجب على المسؤول أن يقوم به على أكمل وجه تجاه المواطنين، خاصة البسطاء والأكثر احتياجاً.
على مدار 11 عاماً، يحرص أهالي حي المطرية الشعبي، على إقامة إفطار جماعي، خلال شهر رمضان المبارك، وأصبح الإفطار بمثابة أيقونة مجتمعية، يجمع كافة أطياف المجتمع.. وإيماناً بدورها المجتمعي، تحرص السفيرة نبيلة مكرم، على مشاركة أهلي المطرية في حفل الإفطار السنوي كل عام.
مشاركة نبيلة مكرم لا يقتصر على الحضور لتناول الإفطار مع المواطنين، بل تتواجد وتشارك الأهالي في إعداد الإفطار، قبل أيام من الموعد المحدد له.. تترك سيارتها وتركب «توك توك» لتصل إلى مكان التجهيزات المخصص للإفطار، وتتحرك بين حواري وشوارع حي المطرية، وكأنها «بنت المنطقة».
تجلس السفيرة نبيلة مكرم، بين سيدات الحي تقوم بهمام «ست البيت»، وتقوم بإحضار الخضار وتنظيفه وتجهيزه لمرحلة الطبخ، تتواجد بين المواطنين في النوافذ، وتستخدم «السبت المخصص لإحضار الطلبات»، وتجلس على المصطبة، للمشاركة في تجهيز «المحشي والملوخية»، رغم أنها ديانتها مسيحية، إلا أنها تحرص كل عام على مشاركة المواطنين، في إفطار رمضان، وتجسد أسمى معاني الوحدة الوطنية.
في الخامس عشر من شهر مارس الجاري، أي بعد 5 أيام، سيشهد حي المطرية الإفطار السنوي، الذي يجمع مسلمين مسيحيين.. مشاهير وبسطاء.. فقراء وأغنياء، الجميع على طاولة واحدة على حدٍ سواء، في مشهد لن يراه أحد في العالم، إلا في مصر.