متابعة/خيري عبدربه
بناءً على نتائج البحث المتاحة، يمكن تلخيص *الأسباب الرئيسية* التي تدفع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى التشديد على سرعة بدء إعادة إعمار قطاع غزة على النحو التالي:
—
1. *الوضع الإنساني الكارثي في غزة*
– تعرَّض القطاع لتدمير غير مسبوق خلال 15 شهرًا من الحرب الإسرائيلية الأخيرة، حيث دُمِّر أكثر من *60% من المباني**، بما في ذلك المنازل والمستشفيات والبنية التحتية، مما ترك **1.8 مليون فلسطيني بلا مأوى* .
– تسببت الحرب في تراكم **50 مليون طن من الأنقاض**، والتي قد تستغرق إزالتها عقودًا دون تدخل عاجل، مع وجود مخاطر إضافية مثل القنابل غير المنفجرة والبقايا البشرية تحت الركام .
– أكد السيسي مرارًا أن *إنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة الإنسانية* أولوية قصوى، خاصة مع تفاقم أزمات الغذاء والمياه والرعاية الصحية .
—
2. *الحفاظ على الاستقرار الإقليمي والأمن القومي المصري*
– ترتبط استقرار غزة مباشرةً بأمن مصر، خاصة مع الحدود المشتركة في سيناء. أي تصاعد للصراع قد يُعيد تفجير أزمات أمنية داخل مصر أو يُسهِّل انتشار العنف عبر الحدود .
– يُعتبر استقرار غزة جزءًا من استراتيجية مصر لمواجهة التهديدات الإرهابية وتأمين حدودها الشرقية، خاصة بعد تجارب سابقة مثل أنفاق التهريب التي استُغلت لنقل الأسلحة .
– أشارت تقارير إلى أن مصر خسرت مليارات الدولارات بسبب تداعيات الحرب على غزة، مثل انخفاض إيرادات قناة السويس، مما يجعل إعادة الإعمار ضرورة اقتصادية .
—
3. *تعزيز الموقف السياسي المصري ودورها الإقليمي*
– لعب السيسي دورًا محوريًا في الوساطة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، حيث استضافت مصر مفاوضات متعددة منذ أكتوبر 2023، ونجحت أخيرًا في التوصل لاتفاق يناير 2025 .
– يسعى السيسي إلى ترسيخ مصر كـ**قائد إقليمي** في قضايا الشرق الأوسط، عبر قيادة عملية إعادة الإعمار بدعم دولي، مما يعزز مكانتها كشريك استراتيجي للدول المانحة والمنظمات الدولية .
– يُشكل الموقف المصري جزءًا من تحالف عربي مُوحَّد مع الأردن ودول أخرى لرفض التهجير ودعم حل الدولتين، وهو ما ظهر في اتصالات السيسي مع الملك عبد الله الثاني .
—
4. *مواجهة مخططات التهجير وحماية الحقوق الفلسطينية*
– رفض السيسي بشكل قاطع أي مقترحات أمريكية أو إسرائيلية لـ**تهجير الفلسطينيين** إلى مصر أو دول أخرى، مؤكدًا أن “فلسطين للفلسطينيين” .
– يُعد الإسراع في إعادة الإعمار وسيلة لـ**إفشال مخططات التهجير**، خاصة مع تصريحات ترامب التي روَّجت لفكرة “إخلاء غزة” لتنظيف الأنقاض، والتي اعتُبرت محاولة لتغيير الواقع الديموغرافي .
– أكد السيسي أن مصر لن تقايض على ثوابتها الوطنية، حتى لو تعرَّضت لضغوط اقتصادية، حيث أن قضية فلسطين مرتبطة بالأمن القومي المصري .
—
5. *الفرص الاقتصادية لمصر من إعادة الإعمار*
– تُعد شركات البناء المصرية من أبرز المرشحين للحصول على عقود إعادة الإعمار، نظرًا لخبرتها في مشاريع مماثلة (مثل أنفاق قناة السويس) وتكلفتها التنافسية مقارنة بشركات دولية أخرى .
– قد تُحقِّق مصر عوائد مالية كبيرة من المشاركة في مشاريع تُقدَّر تكلفتها بـ**40 مليار دولار**، خاصة مع حاجة غزة لإعادة بناء البنية التحتية والمستشفيات والمدارس .
– يُعتبر هذا فرصة لإنعاش الاقتصاد المصري المتأثر بالديون (168 مليار دولار) والركود في قطاع البناء، عبر جلب عملات أجنبية وتشغيل الأيدي العاملة .
—
6. *الدعم الدولي والشراكات الإستراتيجية*
– تعمل مصر على تعزيز شراكتها مع الولايات المتحدة وقطر والدول الأوروبية لضمان تدفق المساعدات الإنسانية وتمويل إعادة الإعمار، مع التأكيد على ضرورة رفع الحصار الإسرائيلي عن غزة .
– يُشكِّل مؤتمر المانحين الدوليين (المزمع عقده) منصةً لمصر لتأكيد دورها كوسيط وحاضن للسلام، مع مطالبة المجتمع الدولي بتحمُّل مسؤولياته المالية .
—
7. *الرهان على حل سياسي دائم*
– يربط السيسي بين إعادة الإعمار وبدء **عملية سياسية قائمة على حل الدولتين**، مؤكدًا أن السلام الدائم لن يتحقق دون إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية .
– يُعتبر إعادة الإعمار خطوةً لاستعادة الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتمهيدًا لتفعيل مفاوضات جادة تدعمها مصر والدول العربية .
—
الخلاصة:
تشديد الرئيس السيسي على سرعة إعادة إعمار غزة ينبع من **مزيج من الاعتبارات الإنسانية والأمنية والاقتصادية والسياسية**، مع رفض أي مساومة على الثوابت الوطنية أو الحقوق الفلسطينية. هذا الموقف يعكس إستراتيجية مصرية طويلة الأمد لتعزيز الاستقرار الإقليمي ودورها كفاعل رئيسي في صنع السلام بالشرق الأوسط.