الرئيس الإيراني «يضبط» حدود المواجهة مع أمريكا، أكبر أعداء طهران، مؤكدا في الآن نفسه العزم على توسيع العلاقات مع دول الخليج العربي.
واليوم الثلاثاء، قال مسعود بزشكيان، في اجتماع مع وزراء خارجية إيران السابقين عن استراتيجية أداء حكومته في مجال السياسة الخارجية: «علاقتنا جيدة مع جيراننا لا سيما الدول الخليجية».
وأضاف: «تتطلع دول جنوب الخليج إلى توسيع العلاقات وتفعيل طرق العبور، ونحن أعلنا منذ البداية أننا نريد علاقات طيبة وجيدة مع الجميع».
«الأصدقاء» و«الأعداء»
وفي معرض حديثه عن علاقات إيران مع دول مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين والهند، قال: «أعتقد أنه حتى فيما يتعلق بالولايات المتحدة الدول، ما نريد أو لا نريد، في الساحة الإقليمية وسنواجه هذا البلد دولياً ومن الأفضل أن ندير هذا المجال بأنفسنا».
وتابع: «وبطبيعة الحال، ستعمل الحكومة في نهاية المطاف على تعزيز مجمل السياسة الخارجية ضمن إطار الاستراتيجية والأساليب الكلية للنظام».
وشدد بزشكيان على أنه “من الأفضل أن تدير إيران ملف المفاوضات مع واشنطن من دون وسطاء”، لافتاً إلى أنه “في بداية نشاطي الرسمي كرئيس، قلت أيضًا إني أعتقد أنه يجب أن نكون متسامحين مع أصدقائنا ومع أعدائنا، واليوم أؤمن بهذا الرأي أكثر من ذي قبل”.
وجاءت تصريحات بزشكيان بعد أسبوع من فوز دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية، وفي إشارة إلى ضرورة مراعاة سياسة “العدل مع الأصدقاء والتسامح مع الأعداء”، قال إنه “يجب تنظيم العلاقات الدولية وحل التوترات” من أجل معالجة المشاكل الداخلية وتنمية البلاد.
وبينما لم يتم نشر تقرير عن خطة ونية الحكومة الأمريكية المقبلة للتفاوض مع إيران، أعلن ترامب في الساعات الأخيرة من الحملة الانتخابية أنه لا ينوي “إيذاء” إيران، وأضاف: “لكنهم لا يستطيعون تملك أسلحة نووية”.
من ناحية أخرى، ذكرت تقارير، الثلاثاء، أن ترامب يفكر في تعيين ماركو روبيو وزيراً للخارجية في حكومته الجديدة، والأخير عضو في مجلس الشيوخ الأمريكي منذ عام 2010 وله موقف متشدد تجاه إيران والصين.
كما رشح الرئيس الأمريكي المنتخب إليس ستيفانيك لمنصب سفير بلاده لدى الأمم المتحدة، وهو مؤيد قوي لإسرائيل.
وقال خلال رحلته إلى القدس هذا الربيع إنه “صديق حقيقي لإسرائيل، والوفاء بواجبه الأخلاقي إلى جانب إسرائيل التي تواجه غزو الجماعات الوكيلة لإيران”.
ونقلت صحيفة «بولتيكو» عن أربعة مسؤولين سابقين في إدارة دونالد ترامب وأشخاص مقربين منه في حملته الانتخابية، قولهم إن سياسات الرئيس المقبل للولايات المتحدة ستعيد “أقصى قدر من الضغط” على إيران.
كما أشارت المصادر أيضًا إلى أن الفريق الانتقالي للحكومة الجديدة، بينما يعزز الدعم لإسرائيل، يدرس خططًا لفرض موجة جديدة من العقوبات الاقتصادية القاسية ضد إيران ومحاولة قطع صادرات البلاد من النفط.
الاتفاق النووي
خلال حديثه عن إدارة العلاقات مع واشنطن من قبل إيران نفسها، تحدث بزشكيان عن حقيقة أنه بعد انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) خلال الإدارة الأولى لدونالد ترامب ومقتل قاسم سليماني عام 2020، لم تتم أي مفاوضات مباشرة بين البلدين.
وحتى مع تغيير الحكومة الأمريكية وصعود جو بايدن الذي كان لديه نهج أكثر ليونة تجاه إيران وكان على جدول أعماله سياسة إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، لم تتم إزالة هذه العقبة.
وفي جميع المفاوضات لإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة في حكومة بايدن، تفاوضت إيران وأمريكا بشكل غير مباشر ومن خلال أطراف أخرى حاضرة في خطة العمل الشاملة المشتركة.
وقد فشلت تلك المفاوضات بين الحكومة الأمريكية الحالية وحكومة الراحل إبراهيم رئيسي في نهاية المطاف، فيما لا تزال إيران رسمياً جزءاً من الاتفاق، لكنها خفضت تدريجياً التزاماتها بحجة الانسحاب الأمريكي وفرض عقوبات جديدة عليها.
وفي وقت سابق الثلاثاء، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني، ردا على سؤال حول مواقف ترامب بشأن إيران، إن طهران تقترح على إدارة ترامب المقبلة “تجنب أي مسار يتجاهل مصالح إيران”.
وأضافت مهاجراني، في إشارة غير مباشرة إلى مسألة المفاوضات مع واشنطن، أن الحكومة ستعمل على أساس المصالح الوطنية و”قيادة” قائد الجمهورية الإسلامية و”موافقات المجلس الأعلى للأمن القومي”.