أكدت وزارة الخارجية القطرية أن دولة قطر تحتفظ بحق الرد المباشر على الهجوم الذي استهدف قاعدة العديد الجوية، والذي نفذه الحرس الثوري الإيراني، مشيرة إلى أن الرد سيكون بما يتناسب مع شكل وحجم الاعتداء السافر، وبما يتوافق مع القانون الدولي.
وأدانت الخارجية القطرية في بيان رسمي بأشد العبارات الهجوم، معتبرة إياه انتهاكًا صارخًا لسيادة دولة قطر ومجالها الجوي، وخرقًا واضحًا لأحكام القانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة. ولفت البيان إلى أن مثل هذا التصعيد العسكري الخطير يمثل تهديدًا مباشرًا لأمن الدولة ويُقوّض الجهود المبذولة للحفاظ على استقرار المنطقة.
وأضافت الوزارة أن الدفاعات الجوية القطرية تصدت بنجاح للهجوم، وتمكنت من إحباط الصواريخ الإيرانية التي استهدفت القاعدة، مشيرة إلى أن بيانًا تفصيليًا سيصدر لاحقًا يوضح ملابسات الهجوم والإجراءات الدفاعية التي تم اتخاذها.
وأكدت الخارجية أن قاعدة العديد كانت قد أُخليت في وقت سابق، وفقًا لإجراءات أمنية واحترازية، مما ساهم في تأمين سلامة جميع الموجودين في القاعدة من منتسبي القوات القطرية والقوات الصديقة. كما أوضحت أنه تم اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان حماية العاملين وتفادي أي خسائر بشرية.
وشدد البيان على أن استمرار مثل هذه الأعمال العسكرية التصعيدية من شأنه أن يقوض الأمن والاستقرار في المنطقة بأكملها، داعيًا إلى وقف فوري لكافة الأعمال العسكرية، والعودة الجادة إلى طاولة المفاوضات والحوار كخيار لا بديل عنه لتسوية النزاعات.
واندلعت المواجهة العسكرية المباشرة بين إسرائيل وإيران فجر الجمعة 13 يونيو، مع تنفيذ الجيش الإسرائيلي ضربة استباقية وواسعة النطاق استهدفت العاصمة الإيرانية طهران، فيما أطلقت عليه تل أبيب اسم “عملية قوة الأسد”.
الضربة الإسرائيلية لإيران، شملت عشرات الطائرات المقاتلة التي استهدفت مواقع نووية وعسكرية، مما دفع وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إلى فرض حالة طوارئ عامة في الداخل الإسرائيلي.
وفي المقابل، ردّت إيران بسلسلة من الهجمات الصاروخية المكثفة، شنتها على مراحل متتالية، كان أعنفها الهجوم الليلي الواسع مساء السبت 15 يونيو، بحسب الشرطة الإسرائيلية – وذلك بعد انتشال جثث من تحت أنقاض مبنى في وسط البلاد وأسفر ذلك عن مقتل 13 إسرائيلي، كما تم تسجيل إصابة 7 آخرين في موجة القصف الثالثة.
من الجانب الإيراني، أعلنت وزارة الصحة الاثنين 16 يونيو، عن ارتفاع حصيلة القتلى إلى 224 مواطنًا إيرانيًا، مع أكثر من 1000 جريح، جراء الضربة الإسرائيلية لإيران التي استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت حيوية خلال الأيام الثلاثة الماضية، بينها مقار دفاعية ومراكز أبحاث قرب طهران.
المواجهة تجهض المسار الدبلوماسي
يأتي هذا التصعيد في توقيت بالغ الحساسية، إذ كان من المقرر انعقاد الجولة السادسة من المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة في العاصمة العُمانية مسقط، برعاية سلطنة عمان، والتي سعت إلى لعب دور الوسيط.
إلا أن هذه الجولة تم تعليقها بعد أن وصف الجانب الإيراني استمرار الهجمات الإسرائيلية بأنه “إعلان حرب”، معتبراً التفاوض في هذا السياق “عديم المعنى”.
تحول استراتيجي في قواعد الاشتباك
تُعدّ الضربة الإسرائيلية لإيران تحولًا كبيرًا في طبيعة الاشتباك، حيث لم تكتفِ باستهداف الوكلاء الإقليميين لإيران، بل انتقلت مباشرة إلى ضرب العمق الإيراني، بما في ذلك القيادات العليا ومراكز تصنيع الصواريخ والطائرات المسيّرة، وهو ما ردّت عليه طهران بصواريخ باليستية استهدفت العمق الإسرائيلي، مما يفتح الباب أمام صدام مفتوح قد يمتد إلى أطراف إقليمية أخرى.