يحي خليفه

ممرضة اجنبية عايشت المرضى ذوي الحالات الميؤوس منها في اسابيعهم وايامهم الاخيرة في الدنيا كما يتوقع لهم الاطباء اجاب هؤلاء عن مجموعة أسئلة بخصوص اكثر الاشياء التي ندموا على فعلها في ما مضى من حياتهم كانت الاجابة الاولى انهم تمنوا لو امتلكوا ما يكفي من الشجاعة ليحيوا كما ارادوا فعلا لأنفسهم لا كما يريد الاخرين.
لم تكن هذه اجابة شخص واحد او عدد قليل بل لمجموعة كبيرة من المرضى على فترة من الزمن حيث كانت هذه الممرضة تقف بجانبهم في احلك لحظات حياتهم وتقدم لهم كل ما يخفف عنهم الامهم الجسدية والنفسية من العناية الطبية والمعنوية قبيل انتهاء رحلتهم في هذه الحياة.
ان كانت هناك اجابة تؤخذ على محمل الجد في اي نوع من الاستفتاءات المختلفة التي نراها في وسأثل الاعلام فهي هذه, لان اصحابها في تلك الاوقات الحرجة والعصيبة بعد ان صارت كل احداث حياتهم الماضية خلف ظهورهم وانجلت امامهم الحقيقة وهم على اعتاب الفراق الابدي لا يكون لديهم ادنى حافز او رغبة في اخبار اي شيء بخلاف ما في نفوسهم بحق, وقد اقتربوا من مصيرهم المحتوم , اضافة الى ان هذه الاجابة هي في جوهرها اعتذار صريح من كل واحد منهم لنفسه في المقام الاول على الخداع والتزييف والحرمان الذي مارسه بحقها , وندمه من اجلها على التقصير تجاهها على عدم القيام بكل ما يلزم لتحقيق احلامها كما رغبت به وليس كما أراد سواها من الناس.
يدرك الفرد العادي الذي عركته الحياة عمق الصدق والاخلاص المشوب بالحسرة والندم في كلام هؤلاء الناس عن امنياتهم التي اضاعوها بأنفسهم ويشعر كم هو بحاجة فعلا للعمل على نفسه واعادة ترتيب ما بقي له من اوراق لدفع الدفة بالاتجاه الصيح ان كان فيها شيء من الانحراف بعد ان يضع في اعتباره قبل كل شيء وفوق كل حساب بأن هذه الدنيا الفانية ليست اكبر همه فهناك اخرة باقية بالانتظار عند رب عظيم قد حرم الظلم علي نفسه قبل ان يحرمه على الناس ولنتذكر دائما المقولة الشهيرة اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لأخرتك كأنك تموت غدا ,بل وحتى رؤية الغد في علم الله الذي بيده تغيير مصير العبد في طرفة عين