بقلم السيد شلبي
الدولة قررت التطوير في التعليم بما يتوافق مع متطلبات العصر من خلال منتج تعليمي قادر على اللحاق بالتسارع المذهل الأليكتروني وركب سوق العمل العالمي الذي اصبحت متطلباته الإقتصادية تختلف عن ماسلف من مجالات معاصرة تختلف تماما عن مانحن غارقين فيه من تعليم بائس تقليدي
قرابة النصف قرن حتى تم ادمان آلياته القديمة ، لدرجة التشبع بثقافاته الخاطئة الكارثية التي ارتقت الى المستنقعات المفخخة… فقد أصبحنا جزء لا يتجزأ من منظومة تأخذنا الى هوة سحيقة مظلمة من الأزمات بدايتها النظرة المتدنية للمعلم….
لقد ظهرت مافيا فهلوة الدروس الخصوصية وهم بعض من المعلمين بمايقرب من ٢٥ ٪ ممن يعرفون كيف ومن أين يؤكل لحم الكتف فهلوة على ذكاء على قبول وقدرة على ترغيب وتهديد ووعيد ورقص وغناء وعيد وزيد وتحايل على عقول الطلاب التي تفننت في أجتذاب الطلبة والتلاميذ دون غيرهم من اغلبية المعلمين الذين آثروا ان يأكلوا الزلط وان يقوموا بأعمال أخرى حتى يصلوا للكفاف باسرهم ولا يسألوا الناس إلحافا.. وتهافتت الأسر على تلك المافيا من اجل مستقبل واعد…
التي اتسعت دائرتها لتشمل السناتر المكيفة ودور العرض والمسارح وقاعات كبرى مستغلين الناس ومستقبل ابناءهم في ظل ودن من طين وأخرى من عجين.لحكومات متعاقبة ..
وهنا اصبحنا ندور في حلقة من المعضلات التي ليست لها سابقة وهو تقلص دور المدرسة تدريجيا والتعليم داخلها اصبح في مهب الريح…
وبالتالي اصبح دور الأسرة أيضا في حالة إختلال واضح وفقد الرقابة والسيطرة على الأبناء فمعظم وقتهم خارج المنزل اليوم بطوله في دروس خاصة او عامة عقولهم عرضة لأي أفكار غريبة ممن يقوموا بتعليمهم أو من غيرهم فأصبح المعلمين من ذوي الفهلوة والفتاكة مسيطرين بتحايلهم على عقول الطلبة بالحنجل والمنجل ليقنعوهم باستحالة التطوير وبفشله وأيضا بقية المعلمين المقهورين ماديا أصبحوا في صف العداء للوزير وتطويره وللدنيا كلها بناءا على معاناتهم…
بالرغم من ماتم صرفه على هذا التطوير… تم التحذير للأسر بأن المعلومات موجودة على منصات التواصل الإنترنت كبنك المعرفة والمعلومات وقنوات التليفزيون والإمتحان اوبن بوك وكل هذا لم يتم استثمارة بما هو معد له فكان بلا فائدة لأن من يمتلك زمام العقول هم معلموا الدروس فكانت هيمنتهم أقوى على الطلبة من الدولة وهنا الوالدين وأولياء الأمور والكبار والمثقفين داخل الأسر عملوا ودن من طين وأخرى من عجين فهم أسرى لأفكار أبنائهم وتركوا ابناءهم عرضة للمصير الغامض ولمافيا الفهلوة والتحفيظ والمعلومة القديمة لأن المعلمين نفسهم تدربوا والكثير منهم عارض التدريب والتطوير الذي سيعبث بدخلهم المهول…
فلم يجدوا وقت الفراغ ليطوروا من الأداء الجديد والتدريب على سرعة الإجابة في البابل شيت فلم يلفتوا نظر طلابهم لهذه البديهية المهمة ولم يوجهوا الطلبة الى جمع المعلومات بصورة مبتكرة سريعة للإجابة السريعة في النظام المطور هذا… مما زاد الطين بلة وبالتالي طمس الآذان هذا بخلاف نصف الطلبة الذين ارتكنوا نفسيا مستسلمين للوضع المتناقض هذا فكرهوا كل شئ المذاكرة والتعليم وكل شئ من حولهم لانهم تربوا حتى الثانوي على الإعتماد الكلي على الدروس الخاصة فأصبحت شخصيتهم اتكالية تعتمد على الآخرين بينما النظام الحديث يتطلب الإعتماد على النفس أكثر …
وهكذا نحن اليوم نقف لنحاسب ونقيم ونشير الى الأخطاء لتلافيها ونحن في وضع الواقعية والمسئولية فمسؤولية من الذي قصر لوصولنا لهذه الحالة من الإرهاب والغضب الطلابي والأسري وما تم إهداره من مليارات ثمنا للدروس التي لم تؤتي أكلها كيف نعالج آلاف الأبناء ممن تم إمراضهم نفسيا هم واسرهم وماهي الآليات والإجراءات التي ستتخذ للإصلاح بعيدا عن الأخطاء التي وقع فيها المخطئون ؟ ولا حنعمل كلنا ودن من طين وودن من عجين.