بقلمي جمال القاضي
إنتهى بالأمس القريب سباق الثانوية العامة لتعلن النتائج النهائية ، خسر فيها من خسر وربح فيها القليل ممن تقدموا للإمتحانات بنسب تتراوح نتائجها مابين ال 70% الى 76% .
هذا النظام الغريب لم يأتي أبدا لإضافة خبرات جديدة للطالب والتي تؤهله لأن يصبح شخصا لديه الكثير من الخبرات والمعلومات التي يستطيع بها فيما بعد التعايش مع نظام الجامعة والذي راح هو الآخر يشبه بنظامه نظام الثانوية العامة مع الإختلاف في أن هذا النظام بالجامعة يعتمد على ماتم تحصيله من معلومات طول العام الدراسي ليتم تقيم الطالب فيه على مارسخ في عقله ولا يذهب به بعيدا ويأخذه إلى صعوبة في الإختيار للإجابة الصحيحة .
ومن فوق جسور الأمل التي رسمها كل من أبنائنا الطلاب وأولياء أمورهم عمل كلاهما جاهدا بأن يعبر إلى الجانب الآخر بنجاح بهذا الأمل ، لكن كان العبور مابين منتحر في أول الطريق لأنه يرى نفسه حتما سوف يسقط في هوية الفشل ، ومنهم من راح فوقه يحبو يقع ممسكا بجسر الأمل ثم يعود بإصرار للعبور ، ومنهم من عبر فوقه بذكائه الخارق وغيرهم خابت لهم أمانيهم فذاقوا طعم المرار من كأس الفشل ،
هذا النظام الذي فرض عليهم لم يناسب أبدا قدراتهم العقلية في إختيار الإجابات الصحيحة من بين الإجابات المتشابهة ، والتي يختلف عليها الكثير من المعلمين أنفسهم ومن الطلاب ، والتي تم وضعها بأسلوب يفيق قدراتهم العقلية .
لكن السؤال ماهو الهدف من ذلك ؟ لانعلم ،
ربما كان هذا النظام يصلح لأن يستخدمه أساتذة علم النفس في تصنيف البشر إلى أنواع على حسب مستويات ذكائهم إلى ثلاثه وهي فائق الذكاء ، وذكي ، وضعيف الذكاء ،
وما كان في هذا السباق الصعب سوي شيئين كان يعتمد فيهما الطالب على الإختيار للإجابات ، وهما إما أن يكون طالبا فائق الذكان فكان له من هذا الذكاء مايمكنه من إختيار الإجابة الصحيحة ، لكن ليس الكل بهذا القدر من الذكاء ، فكانت صدفة وتخمين الإختيار عاملا غير الذكاء يساعده على الإختيار .
وأخيرا
إن التعليم هو مشروع يشبه غيره من المشروعات القومية ، وأن أي تطور فيه يجب أن يساهم فيه كل الفئات من أفراد المجتمع ، من طالب لمعرفة قدراته ومدى مناسبة المناهج له ولذكائه ، ومعلم ليعلم كيف يتم تدريبه على وسائل التقويم التي بها يساعد الطالب على تحصيل الخبرات والمعلومات وكيفية تعليمه وذلك مع عدم إهمال وسائل التكنولوجيا الحديثة التي يمكن إستغلالها في التعليم ، ومن أساتذة المناهج والتربية وطرق التدريس لإختيار المنهج وأسلوب التقويم وطريقة التدريس ، ومن علماء النفس لمعرفة مدى تأثير إي نظام كان للتدريس أو للتقويم ومدى تأثير كلا منهما على الحالة النفسية والصحة النفسية للطالب وكذلك دراسة النتائج والعمل على وضع إستراتيجيات للتحسين في النظام بحيث لايترك منه فيما بعد أثرا يؤثر به على الصحة النفسية .
علينا أيضا أن نجعل المجتمع مشاركا بكل مؤسساته في تطوير التعليم ونظام المناهج والتقويم عن طريق وضع خطط مسبقة ومدروسة دراسة جيدة بإعتبار التعليم مشروعا قوميا كبيرا ، ويتم عرض هذه الدراسات لتطويره على المجالس التشريعية أو عن طريق إستفتاء شعبي لأخذ الموافقة علىه مع تلقى كل المقترحات ودراستها وبعدها يصبح الرضا من الجميع