كتب يحي خليفه

التكافل الاجتماعي هو التعاون التام بين أفراد المجتمع لتحقيق الصالح العام، بحيث يكون أفراد المجتمع جميعاً مسؤولين عن تحقيق الصالح العام، بحيث تُخلق القناعة وتثبت المعايير لتصل إلى دمج المصلحة الفردية بالمصلحة العامة، بحيث إن تحقيق المصلحة الخاصة مكمل للمصلحة العامة، عندها تتولد محبة العمل لدى الموظف انطلاقا من إيمانه بأنه يعمل لنفسه وأن المجتمع هو عائلته الكبيرة وأن ما يقدمه للمجتمع سيعود عليه بالنفع الشخصي، وهذا يسمى خلق الانتماء.
لا تستقيم المجتمعات اقتصادياً إلا بوجود نظام تكافلي تكاملي بين مكونات المجتمع ونظام يَضمن تطبيق كل مكونات لدورهم ومسؤولياتهم تجاه أنفسهم أولا وتجاه كل الدوائر المحيطة بهم، كما يشمل التكافل في الإسلام مدلولات البر والإحسان والصدقة والزكاة وكل ما يتصل بهذه الألفاظ، مما يعطي معنى التعاطف والتعاون والتراحم بين الناس،
إن انتشار الخطأ لا يبرر لنا القيام به وأن القيم الفاضلة والالتزام بها هو وحده ما يعطي للإنسان قيمته أمام نفسه وبالتالي يوصلنا إلى معادلة السلام الداخلي والسعادة في الأبدية، إن منظومة القيم والأخلاق ليست للمحاضرات ولا للتنظير وإنما هي منهج حياة تكافلي يضمن بناء واستمرار المجتمعات الناجحة على كل المستويات.
وبالنظر إلى بعض المفاهيم الجديدة الخاطئة في فصل المعاملات المالية عن العلاقات الإنسانية هي مفاهيم منافية للفِطْرة ولمبادئ التكافل الاجتماعي، فالإنسان مفطور على تقبل الآخر والعيش في سلام ومحبة الخير للجميع وهذه فطرة الله التي فطر الناس عليها، كما ذكر في حديث الفِطرة المشهور (كل مولود يولد على الفطرة)، ولكن تقلبات الحياة على مر الأزمان أدخلت في النفس البشرية بعض القيم الخاطئة والتي بنى عليها المدارس والسلوكيات وأقنع نفسه بها على الرغم من مخالفتها للفطرة وشرع لها القوانين واللوائح، لينتج عنها سلوكيات مالية واجتماعية متوحشة وضمائر مخدرة ونفوس ضائعة وعقول أقنعت نفسها بأنه لا بأس بهذا
فالدنيا أصبحت مكانا صعبا، فلا بأس أن تنام ملئ جفونك أمناً وشبعا وجارك لا يأمن على نفسه ليلة ولا يملك قوت يومه، وأنه لا بأس إذا صليت الفجر في جماعة فإن ذلك يعفيك من الزكاة المفروضة أو من رد الحقوق إلى أصحابها أو من الإتقان في العمل، هكذا ننتج مجتمعات متوحشة لا يحكمها إلا بقايا القانون والذي يسعى الكثير لإيجاد أي ثغرة فيه حتى لا يتكافل مع المجتمع.
إن انتشار الخطأ لا يبرر لنا القيام به وأن القيم الفاضلة والالتزام بها هو وحده ما يعطي للإنسان قيمته أمام نفسه وبالتالي يوصلنا إلى معادلة السلام الداخلي والسعادة في الأبدية، إن منظومة القيم والأخلاق ليست للمحاضرات ولا للتنظير وإنما هي منهج حياة تكافلي يضمن بناء واستمرار المجتمعات الناجحة على كل المستويات. وإلى لقاء هذه تحية قيم وأخلاق