بقلم السيد شلبي

اما آن الأوان ان نعطي للتعليم الزراعي الجامعي وماقبل الجامعي حقه ، وان نضعه في مكانته الطبيعية كعماد ورأس الخيمة الإقتصادية في المجتمع … ان النظرة المتدنية في المجتمع لمثل هذا التعليم تضعنا في مصاف التخلف والجهل امام التحديات العالمية والمناخية والغذائية التي تتناقص بفعل الطبيعة وبفعل التدخل البشري المقيت الجائر …
ان التعليم الزراعي في مجتمعنا تم إهماله لعقود من الزمان بلا تطوير وبلا تنقيح وتعديل في مناهجه وطرق تدريسه التي أخذت صفات القدم والحشو والتطويل الذي يعد مضيعة للوقت والجهد والأموال والهدر…
فلكي نتماشى مع الظروف المعاصرة بتطويرها التكنولوجي الرهيب ومشاكلها المناخية المستعصية وشح الماء وبما أننا بلد زراعي قديم ورائد لزراعات عديدة كان لها السبق العالمي وجب علينا تغيير النظرة ورفع قيمة هذا التعليم الى قمته ليكون له السبق العالمي فالدولة اصبحت تنظر الى الزراعة بعمق ورؤية مستقبلية لا غبار عليها بداية باستصلاح مليون ونصف فدان ثم تطوير الريف وحياة القرى الكريمة بتكلفة غير مسبوقة تفوق الخيال بما يقارب التريليون وهذا جهد وتكلفة نريد لها النجاح بعائدها المفيد على التنمية التي لابد لها من عقول وعلماء وأيدي قادرة على ان يديرونها وفق أسس علمية فالزراعة أساس تقوم عليه الصناعة والتجارة ولن يحدث هذا إلا بتغيير ثقافة وفكر مجتمعي قادر على التفاعل والتعاطي مع هذا التغير فلا زلنا نعاني بشدة من أفكار قديمة بوسائلها البدائية في التعليم الفني والجامعي….
ولكي يحدث التوازن المنشود لما نحن فيه لابد من تطوير كافة الكليات والمعاهد والمدارس الزراعية بما يتواءم والتكنولوجيا العالمية في جميع مجالات الزراعة وتخصصاتها بدخول الذكاء الإصطناعي الزراعي وتكنولوجيا الزراعة المعاصرة والغاء الحشو القديم الذي أصبح لا طائل منه في كل مؤسساتنا التعليميةالتي لها الأسبقية والأولوية الحتمية في الإرتقاء بإقتصادنا ورفع مستوانا المعيشي..
فمراكز الجودة التعليمية داخليا ومقاييسها عالميا والمجلس الأعلى للجامعات ووزارة التعليم الفني والعالي وكافة الوزارات المعنية ، يجب ان تتوحد لتنطلق وتنسق فيما بينها لصياغة تكنولوجية معاصرة للتعليم الزراعي ورفع شأنه في المجتمع ولنعود للريادة مرة اخرى.