جريدة مصر اليوم

الانتخابات البلدية في لبنان.. مؤشر على قوة حزب الله وتحدٍ لإسرائيل بالمناطق الحدودية

تسع سنوات من التأجيل المتكرر للانتخابات البلدية في لبنان التي تُجرى كل ست سنوات، والتي جرت في المرة الأخيرة في 2016 وكان موعد استحقاقها الدستوري في 2022، فيما جرى التأجيل بحجج كثيرة مالية وأمنية وسياسية وتشريعية ولوجيستية مع تمديد ولاية رؤساء البلديات اللبنانية المنتخبون حتى العام الجاري نتيجة التأجيل.

وأعلنت حركة “أمل” عن بدء التحضيرات للانتخابات البلدية المزمع إجراؤها في مايو المقبل، وذلك خلال اجتماع عام للهيئات التابعة لمكتب الشؤون البلدية والاختيارية المركزي في الحركة. وأكد المجتمعون جهوزية “الحركة” بالتعاون “مع العائلات لاختيار المرشحين المناسبين”.

وفي عام 2016 جرت الانتخابات البلدية وتنافس فيها مئات المرشحين من تحالفات شتى، تفوق فيها تحالف “حركة أمل” و”حزب الله” وأحكم الثنائي الشيعي سيطرته ليس على البلديات الشيعية الحدودية وحسب، بل على معظم البلديات الجنوبية التي بلغت 263 بلدية بين محافظتي الجنوب والنبطية، بل إنها فازت بـ40 بلدية منها بالتزكية.

اليوم، وبعد حرب مدمرة بين إسرائيل و”حزب الله” عاش الجنوبيون وأبناء البقاع ومعظم مناطق لبنان، لاسيما العاصمة بيروت تداعياتها المريرة والخطرة، وسقط جراءها نحو 25 ألف قتيل وجريح، ودمرت إسرائيل خلالها عشرات القرى والمدن، ولا يزال سكان معظمها غير قادرين على العودة إليها بسبب الممارسات الإسرائيلية العسكرية، قصفاً وإطلاق نار واغتيالات تستمر بصورة يومية تمنعهم من العودة.

ورغم بقاء أكثر من 100 ألف نازح خارج بيوتهم المدمرة وقراهم المنكوبة وانقطاع مصادر العيش وإحراق الحقول الزراعية التي تشكل مصدر رزق أساسي للآلاف منهم، يطرح المراقبون سؤالاً ملحاً، كيف ستجري الانتخابات البلدية المقررة في جنوب لبنان يوم وسط هذه الأجواء والفوضى؟

بحسب ما أعلن وزير الداخلية اللبناني، متد الانتخابات من 4 إلى 25 مايو، وسط ترقب من مختلف التيارات اللبنانية وما قد تعكسه نتائجها من حجم وثقل القوى اللبنانية وفي مقدمتها حزب الله.

وبعيداً عن التحديات اللوجستية والمالية المباشرة لإجراء الانتخابات ونظام الانتخابات الذي يحتاج لتعديلات هيكلية اجتماعية وسياسية لطالما طالبت بها القوى السياسية اللبنانية، فإن الدمار الذي لحق بالبلديات الحدودية والمدارس التي تنعقد فيها اللجان الانتخابية يبقى التحدي الأكبر أمام لبنان، لكن نجاح لبنان في إجراء الانتخابات سيتوج بأنه نجاحا كبيرا للرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون وحكومته برئاسة نواف سلام إضافة إلى أنها تشكل مؤشرا أوليا للانتخابات النيابية المقبلة، وبداية مرحلة جديدة في المشهد السياسي اللبناني.

ويرى المراقبون أن نجاح لبنان في إجراء انتخابات البلديات دون أي تأجيل خصوصاً في المناطق الحدودية هو بمثابة تحدٍّ لإسرائيل التي تسعى إلى تفريغ هذه المناطق من سكانها وجعلها خالية من الحياة.

Exit mobile version