بين أنقاض الأبنية العلمية وبقايا المرافق الإستراتيجية، يقف المشهد السوري شاهدًا على سلسلة من الأحداث المتسارعة التي هزّت البلاد.
في الأيام الماضية، تعرّضت الأراضي السورية لضربات مكثفة من قبل إسرائيل، مستهدفة مواقع عسكرية وعلمية رئيسية، وعلى رأسها مركز البحوث العلمية في دمشق، في تطورات جاءت بعد تداول تقارير أشارت إلى خروج الرئيس السوري بشار الأسد من البلاد ولجوئه مع عائلته إلى روسيا بموجب حق اللجوء الإنساني.
شن العدوان سلسلة من الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع استراتيجية، بدأ فيها الاحتلال بقصف ميناء، تلاه هجمات على مطار، واختتم بصواريخ أصابت وسط دمشق السورية.
دمار مركز البحوث العلمية
في واحدة من أقوى الضربات، تم تدمير مركز البحوث العلمية في منطقة برزة، وهو منشأة تابعة لوزارة الدفاع السورية، بشكل كامل، وهو نفسه المركز العلمي الذي كان هدفًا لضربات أمريكية وفرنسية وبريطانية منسقة عام 2018، وفقًا لوكالة «فرانس برس» الفرنسية.
شهادات من عين المكان
في مشهد مأساوي، وثق شهود عيان الانفجارات في منطقة برزة، بعدما سويت أبنية المركز الثلاثة بالأرض، فيما أكد بعض الموظفين على أن نشاط المنشأة تحول منذ سنوات إلى تطوير الأدوية، لكن الضربات الإسرائيلية الأخيرة لم تترك شيئًا على حاله، حتى قال أحد العاملين بالمركز: إن «كل شيء انتهى.. هذا الدمار على حسابنا وحساب مستقبل أبنائنا».
وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، شهدت سوريا منذ سقوط بشار الأسد أكثر من 300 غارة إسرائيلية، تستهدف البنية التحتية العسكرية، وتزايدت التساؤلات حول الهجمات الإسرائيلية وما تحمل من رسائل.
في المقابل، نفذت القوات الأمريكية عشرات الضربات الجوية الدقيقة التي استهدفت معسكرات وعناصر رئيسية لتنظيم «داعش» في وسط سوريا، بدايةً من العملية التي تمت يوم 8 ديسمبر الجاري، والتي هدفت إلى إحباط خطط التنظيم لاستعادة نفوذه في سوريا، وشملت الضربات الأخيرة أكثر من 75 هدفًا باستخدام قاذفات بي-52 وطائرات أف-15.
وفق تقييم أولي، لم تسفر هذه الضربات الأمريكية عن أي خسائر في صفوف المدنيين، فيما أكد قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال مايكل إريك كوريلا، على أن «داعش» لن يُسمح له بالعودة مجددًا إلى الساحة، مشددًا على محاسبة أي جهة تدعم التنظيم أو تتعاون معه، وذلك حسبما أفادت قناة «الحرة» الأمريكية.
الجيش الأمريكي ينفذ «ضربة دفاعية»
أعلن السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأمريكية، اللواء بات رايدر، أن الجيش الأمريكي، استهدف 3 قاذفات صواريخ متعددة محمولة على شاحنات، إضافة إلى دبابة من طراز تي-64 وقذائف هاون، واصفًا تلك الأهداف بأنها تشكل «تهديدًا وشيكًا» للقوات الأمريكية وقوات التحالف المتمركزة في محيط موقع الدعم العسكري قرب الفرات بسوريا.
وأكد رايدر، أن الضربة جاءت دفاعًا عن النفس بعد استهداف قاذفات صواريخ متحركة للمنطقة المحيطة بقاعدة الفرات، إضافة إلى إطلاق قذائف «هاون» نحو القوات الأمريكية، وأوضح أن هذا الإجراء لم يكن مرتبطًا بعمليات أوسع نطاقًا في شمال غرب سوريا، والتي تُنسب عادة إلى مجموعات مسلحة أخرى، وفقًا للشبكة الإعلامية «صوت أمريكا» الدولية.
وأشار المسؤول الأمريكي، إلى أن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد الجهات التي كانت تدير الأسلحة المستهدفة، مضيفًا أن “واشنطن تدرك وجود قوات عسكرية سورية وجماعات مسلحة أخرى، ولها سجل سابق في شن هجمات قرب محطة الطاقة النووية بالفرات، لكنها لم تتمكن حتى الآن من تأكيد المسؤول عن هجوم الثلاثاء، وذلك على حد وصفه.