على الرغم من أن اليوم الأربعاء 1 مايو، هو اليوم الذي يجب أن يحتفل فيه كل العمال بعيدهم حول العالم، إلا أن الواقع المعاكس للاحتفالات هو المُسيطر الأول على المشهد، حيث تنتشر الإضرابات والمظاهرات العمالية في أوروبا وآسيا من أجل مطالب مختلفة، أبرزها الحصول على الأجور العادلة في مختلف القطاعات.
ووفقا لتقرير نشرته شبكة abc news الأمريكية، فقد خرج العمال والناشطون في جميع أنحاء أوروبا وآسيا إلى الشوارع اليوم الأربعاء، للاحتفال بعيد العمال من خلال تنظيم احتجاجات على ارتفاع الأسعار وسياسات العمل الحكومية والدعوة لمزيد من الحقوق العمالية.
فالاحتفال بيوم عيد العمال، الذي يصادف الأول من مايو، في العديد من البلدان، تحول إلى فرصة للكثيرين للتعبير عن المظالم الاقتصادية العامة أو المطالب السياسية.
في أثينا على سبيل المثال، انضم عدة آلاف من المتظاهرين إلى مسيرات عيد العمال، حيث أدت الإضرابات العمالية إلى تعطيل وسائل النقل العام وخدمات السكك الحديدية الوطنية في جميع أنحاء اليونان.
وقادت أكبر نقابة في البلاد إضرابات على مستوى البلاد، والتي طالبت بالعودة إلى المفاوضة الجماعية بعد إلغاء حقوق العمال خلال الأزمة المالية الحادة في اليونان في الفترة 2010-2018.
وفي باريس، تجمع المتظاهرون في ساحة الجمهورية للمشاركة في مسيرة قادتها النقابات الرئيسية في فرنسا، للمطالبة بتحسين الأجور وظروف العمل.
ومن المتوقع أن تنضم الجماعات المؤيدة للفلسطينيين والناشطين المناهضين للألعاب الأولمبية إلى المسيرة عبر العاصمة الفرنسية، التي ستستضيف الألعاب الصيفية خلال أقل من ثلاثة أشهر.
ولا تزال فرنسا تشهد توترا بسبب الاحتجاجات الأخيرة، والمستمرة، التي قام بها المعلمون وضباط الشرطة والمزارعون في أعقاب مظاهرات رفع سن التقاعد.
وقد قدمت النقابات إشعارًا بإضراب مفتوح للضغط على الحكومة لتقديم تنازلات، وقالوا إن جميع القطاعات، بما في ذلك المستشفيات، ستضرب عن العمل خلال الألعاب الأولمبية القادمة إذا لم تقم الحكومة بتعويض الأشخاص الذين يضطرون إلى العمل خلال العطلة الصيفية بشكل مناسب.
وفي إندونيسيا، أعرب العمال عن غضبهم من قانون جديد قالوا إنه ينتهك حقوقهم ويضر برفاهتهم، وطالبوا بحماية العمال المهاجرين في الخارج وزيادة الحد الأدنى للأجور.
ومن المتوقع أن ينضم آلاف العمال في اندونيسيا من مدن بوجور وديبوك وتانجيرانج وبيكاسي التابعة لجاكرتا إلى المسيرات في العاصمة.
وتجمع المتظاهرون وسط تواجد مشدد للشرطة بالقرب من حديقة النصب التذكاري الوطني، ولوحوا بالأعلام الملونة ورددوا شعارات ضد قانون خلق فرص العمل وتخفيف قواعد الاستعانة بمصادر خارجية خلال مسيرة إلى الملعب الرياضي الرئيسي في جاكرتا.
وفي سيول، عاصمة كوريا الجنوبية، غنى آلاف المتظاهرين ولوحوا بالأعلام ورددوا شعارات مؤيدة للعمال في بداية مسيرة يوم الأربعاء. وقال المنظمون إن الاحتجاج يهدف إلى تكثيف انتقاداتهم لما يصفونه بالسياسات المناهضة للعمال التي تنتهجها الحكومة المحافظة بقيادة الرئيس يون سوك يول.
وقال يانج كيونج سو، زعيم اتحاد نقابات العمال الكوري، الذي نظم المسيرة، في خطاب له: «في العامين الماضيين في ظل حكومة يون سوك يول، غرقت حياة عمالنا في اليأس. لا يمكننا التغاضي عن حكومة يون سوك يول. سوف نسقطهم من السلطة بأنفسنا».
وشجب أعضاء اتحاد النقابات العمالية الكوري (KCTU) حق النقض الذي استخدمه يون في ديسمبر ضد مشروع قانون يهدف إلى الحد من حقوق الشركات في المطالبة بالتعويض عن الأضرار الناجمة عن الإضرابات النقابية. كما يتهمون حكومة يون بالتصرف بعدوانية شديدة خلال إضرابات سائقي الشاحنات عام 2022.
وفي اليابان، تجمع أكثر من 10 آلاف شخص في متنزه يويوجي بوسط مدينة طوكيو للاحتفال بعيد العمال، مطالبين بزيادة الرواتب.
وخلال التجمع، قال ماساكو أوباتا، زعيم الاتحاد الوطني لنقابات العمال ذي الميول اليسارية، إن انخفاض الأجور جعل الظروف المعيشية أكثر صعوبة بالنسبة للكثيرين واتسعت الفوارق في الدخل.
وفي العاصمة الفلبينية، مانيلا، نظم مئات العمال والناشطين اليساريين مسيرة للمطالبة بزيادة الأجور والأمن الوظيفي وسط ارتفاع أسعار المواد الغذائية والنفط.
كما منعت شرطة مكافحة الشغب العمال المحتجين من الاقتراب من القصر الرئاسي، وهتف المتظاهرون، وهم يلوحون بالأعلام الحمراء واللافتات التي كتب عليها: «نعمل لنعيش لا لنموت» و«اخفض الأسعار، ارفع الرواتب».