بقلم السيد شلبي
لدينا الكوادر التي صقلتها الحياة الإعلامية بتاريخها القديم والحديث فهناك العديد من المبدعين الخلوقين في هذا المجال بمؤسساته المختلفة جرفتهم الظروف المحيطة بفسادها المقصود المنظم والغير مقصود العشوائي لظروف العصر المعاش ، فالكفاءات التي من طبيعتها الأدب والإحترام بحرفيتها والتي لا تستطيع التدليس والفهلوة والتلميع المتلون والمحاباة المزايد فيها…
هؤلاء جالسون في منازلهم يتفرجون على ماأصاب الحياة الإعلامية من مشاهد تقشعر لها الأبدان من فهلوة صريحة لمن يقوم بدور توزيع من يتلمعون بدءا بمن يمتلك القرار الإعلامي الى الواقفين على أبواب أمن المؤسسات الإعلامية لقد أصبح لدى المتابع من الجماهير العريضة من يدير ظهره حتى لايصاب بالكآبة هربا الى الإنترنت الذي أمرض البشرية كلها بمنصاته ليجد ضالته في التسلية والتشويق بلا أدنى تركيز ان كان ما يراه حقيقة أو كذبا فالمهم لديه أنه زهد مايعرض عليه بحفنة من الأسَماء المجبر عليها تقوم بنخر عقله ثم حشوه بأفكار قديمة عفا عليها الزمن…
وبما أن الإعلام جزء فعال دينامي يؤثر ويتأثر بالحياة الإنسانية…. نهشته بل أفقدته قيمته المستقلة كالحيادية، الموضوعية، بالعديد من العوامل السياسية والأحداث الإجتماعية. فرأينا المسرح تقلص ليصبح مسرحيات قصيرة تشبه موسيقى المهرجانات ، الصحف والمجلات والكتب أصبحت تنزوي خلف اتربة الأرصفة ، والتليفزيون إنطفأت أضواؤه خلف البلوجرز واليوتيوبرز فقد اصبح يستعين ببعضهم أملا في إجتذاب متابعيهم وبالطبع سيفشل ،
والسينيما أصبحت بلا رؤية كأنها تستهدف فقط طبقات بعينها ممن يعنيهم البطولات الشعبية في البلطجة والنساء والمخدرات لتنحسر في هذه الحارات والشوارع الخلفية الشعبية للمجتمع وكأن الإبداع هجرنا الى كوكب آخر أو توقفت لدينا الرؤية الذكية للأمور فهل من مُخّلِص إعلامي ينتشلنا من مانحن فيه ليعيد ريادتنا لكل المجالات الإعلامية بقصور الثقافة التي اقتصرت ادوارها على الشعر الحلمنتيشي فقط ، ومذيعين إعلاميين مثل عمرو وكبابه وغنوجه واراجوزاته ومصطفى وشعاراته وموسى وهبداته وعيسى بحذاقاته وحمالاته وأمين ونزواته والباز أفندي بتناكاته ..
أين الجمهورية الإعلامية الجديدة ألا من مبادرة إعلامية تقوض هذا الملل لتعيد لنا ماسبيرو زمان في صورته التكنولوجية المعاصرة مللنا هذا الإعلام التقليدي المقيت. رحم الله ” لاري كينج ” الذي احترمه العالم كإعلامي على عكس من ذكرتهم من إعلاميين انصحهم بقراءة سيرة هذا الرجل الذي نتحفظ علي بلده واعلامه ولكن نحترم حرفيته بلا تقليد ماسخ.