لطالما ارتبطت تصاميم المقاتلات الشبحية بمعايير صارمة من التخفي والقدرة الهجومية، لكن المقاتلة الأمريكية F-47 تكسر بعض هذه القواعد، مما يثير تساؤلات حول فلسفة تصميمها وأهدافها العملياتية.
فعندما كشفت بوينج عن التصميم الأولي لها خلال مؤتمر صحفي في المكتب البيضاوي، كان أبرز ما لفت الأنظار الجناحان الأماميان المائلان، وهي ميزة غير معتادة في الطائرات التي تُصمم لتكون منخفضة الرصد.. فهل تعكس هذه الهندسة نهجًا جديدًا في حروب المستقبل، أم أنها مجرد مقايضة تقنية لتحقيق أهداف أخرى؟
من المعروف أن المقاتلات الحديثة تسعى لتحقيق توازن دقيق بين التخفي، والسرعة، والمدى، والحمولة، مما يجعل أي تغيير في التصميم موضع تحليل دقيق.
ووفقًا لموقع «twz» للتحليلات الجيوسياسية، فبالنظر إلى أن المقاتلة الأمريكية F-47 جزء أساسي من برنامج الهيمنة الجوية للجيل القادم (NGAD)، فإن قرار بوينج باعتماد تكوين بلا ذيل مع كانارد أمامي يطرح تساؤلات حول القدرة على المناورة مُقابل مزايا أخرى قد لا تكون واضحة بعد.
والميزة الأكثر لفتًا للانتباه في مقاتلة الجيل الجديد F-47 هي الجناحان الأماميان المائلان، وهي خاصية لا تتماشى عادةً مع متطلبات التخفي القصوى.
وفي الواقع، تم الكشف عن العديد من التفاصيل حول هذه الطائرة خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد في المكتب البيضاوي، حيث تلا ذلك نشر رسمين رسميين مثّلا نقطة انطلاق لموجة من التساؤلات حول مفهوم التصميم الذي اعتمدته بوينج، وأهدافه، وتأثيره المُحتمل على النزاعات المستقبلية.
واللافت للنظر أن تصميم الطائرة يركز على خفض قابلية الرصد، وتعزيز المدى والحمولة، وزيادة السرعة، في حين أن الجناحين الأماميين يشير إلى أولوية مختلفة قد تتعلق بالمرونة التشغيلية أكثر من مجرد التخفي، مما يفتح الباب أمام تكهنات عديدة حول استراتيجية التصميم.
ووفقًا لمعظم التقديرات، يعتمد تصميم المقاتلة الأمريكية F-47 على تكوين بدون ذيل، وهو خيار يعزز التخفي ولكنه يجعل استقرار الطائرة أكثر تعقيدًا، خصوصًا عندما يكون نطاق أدائها واسعًا كما هو متوقع.
مثل هذه التحديات الهندسية تتطلب مقايضات تقنية، وأحد أبرزها قد يكون الحد من القدرة على المناورة.
وعلى الرغم من أن تقنية توجيه الدفع قد تساعد في تعويض هذا النقص، فإن إضافتها تعني زيادة الوزن، وارتفاع التكلفة، وتعقيد أنظمة التحكم، ومع وجود الكانارد الأمامي، يبدو أن بوينج قد أعطت الأولوية للمرونة التشغيلية، وهو ما قد يعكس قرارات استراتيجية أوسع نطاقًا داخل برنامج NGAD، حيث تمثل المقاتلة الأمريكية F-47 عنصرًا محوريًا فيه.
الكاناردز.. عُنصر شائع في مقاتلات الجيل الرابع
أصبحت الطائرات المجهزة بأجنحة كاناردز ميزة شائعة في العديد من مقاتلات الجيل الرابع الأوروبية، مثل يوروفايتر تايفون وداسو رافال وساب جاس-39 جريبن.
كما اعتمدت بعض طرازات سوخوي فلانكر، إلى جانب سو-34 فولباك، على هذه التقنية، بالإضافة إلى الطائرة الصينية جيه-10 التي تستخدمها في تكوين مشابه لمقاتلات يوروكانارد.
وتوفر هذه الأجنحة ميزة تحسين المناورة بشكل كبير، مما يمنح الطائرات استقرارًا إضافيًا، لا سيما عند التحليق بزوايا هجوم عالية، وهو أمر بالغ الأهمية للطائرات ذات الأجنحة الدلتا.
التحديات التخفيّة التي تفرضها أجنحة الكانارد
رغم مزاياها، إلا أن أجنحة الكانارد تشكل تحديًا كبيرًا فيما يتعلق بالتخفي عن الرادارات، خاصةً من الجهة الأمامية للطائرة، وهو جانب حيوي لبقاء المقاتلات في بيئات قتالية حديثة/ وعلى سبيل المثال، تعرض تصميم أول مقاتلة شبح صينية، J-20، لانتقادات بسبب استخدامه أجنحة كانارد، والتي تزيد من بصمتها الرادارية.
ويصبح الأمر أكثر تعقيدًا عندما يكون الهدف تحقيق قابلية رصد منخفضة جدًا (VLO)، والتي تهدف إلى جعل الطائرة صعبة الاكتشاف من جميع الاتجاهات وعلى مسافات بعيدة، حتى بواسطة رادارات تعمل عبر نطاقات تردد مختلفة.
ومن هذا المنطلق، بُنيت قاذفة الشبح B-21 Raider على مفهوم التخفي العريض النطاق، مما يساعدها على البقاء غير مرصودة حتى في مواجهة أنظمة الدفاع الجوي الحديثة والمتطورة.
هل يمكن التغلب على مشكلة التخفي؟
هناك احتمال أن تكون أجنحة الكانارد ثابتة وغير متحركة، مما يجعلها أقل تأثيرًا على توقيع الطائرة الراداري، حيث يمكن أن تساعد في تعزيز الرفع أثناء مراحل معينة من الطيران، ومع ذلك، يبقى هذا الخيار غير مرجح نظرًا لكونه يقلل من مزايا المناورة التي توفرها أجنحة الكانارد.
من ناحية أخرى، قد يتم استخدام أجنحة كانارد قابلة للسحب، بحيث يتم نشرها عند الحاجة إلى تعزيز المناورة، ثم إخفاؤها أثناء العمليات التي تتطلب الحد الأقصى من التخفي، ومع ذلك، فإن هذا الحل سيؤدي إلى زيادة التعقيد والوزن والتكلفة، مما قد يحدّ من فعاليته كخيار تصميمي.
دراسات وتحليلات حول تأثير الكانارد على التخفي
وفقًا لدراسة أجرتها ناسا عام 1995 بعنوان “البحث في تأثير الرشاقة في التصميم المفاهيمي للمقاتلات”, تم تحليل تأثير تصاميم المقاتلات المختلفة على خصائص الرشاقة والتخفي.
وأظهرت النتائج أن الطائرات المزودة بجناحي كانارد تتمتع بمستويات عالية من الرشاقة، لكن هذا يأتي على حساب التخفي الراداري، حيث تزيد من البصمة الرادارية للطائرة مقارنة بتصاميم أخرى.
تشابهات بين تصميم F-47 وبعض الدراسات السابقة
من اللافت أن تصميم المقاتلة الأمريكية F-47 الذي كشفت عنه بوينج يحمل بعض أوجه التشابه مع تصاميم كانت مدروسة سابقًا، مثل تصميم الكانارد-لامدا الذي ظهر في دراسات ناسا.
وعلى الرغم من أن التفاصيل الدقيقة لا تزال غير معروفة، إلا أن هذا يشير إلى أن بوينج قد تكون أعادت استلهام مفاهيم سابقة من تصاميم طائرات الشبح القديمة، كما فعلت نورثروب غرومان عند تطوير B-21 Raider بالاستناد إلى خبراتها مع B-2 Spirit.
تحليل تأثير أجنحة الكانارد في برامج المقاتلات الشبحية
وثائق برنامج جوينت سترايك فايتر (JSF)، الذي تنافست فيه بوينج ضد لوكهيد مارتن التي فازت في النهاية وأنتجت المقاتلة الأمريكية F-47، تسلط الضوء على تأثير أجنحة الكانارد على تصميم المقاتلات الشبحية.
وتُظهر إحدى الشرائح التي نشرها “Gripen News” على منصة «إكس»، أن الكاناردز تزيد من البصمة الرادارية، لكن ليس بشكل كبير.
ومع ذلك، تظل هناك عوامل أخرى تحدد مدى تأثيرها، مثل الزاوية التي تنعكس منها إشارات الرادار، وترددات الرادارات المستخدمة، وموقع أسطح التحكم في الطيران.
نماذج تاريخية لمقاتلات شبحية بكانارد
رغم أن المقاتلة الصينية J-20 هي الوحيدة التي دخلت الإنتاج من بين المقاتلات الشبحية المزودة بجناحي كانارد، إلا أن هناك العديد من النماذج السابقة التي جربت هذا التصميم.
على سبيل المثال:
-بعض نماذج برامج JAST وASTOVL الأمريكية، التي سبقت تطويرالمقاتلة الأمريكية F-47، تضمنت أجنحة كانارد.
-بعض التصاميم المبكرة لمشروع ATF، الذي أثمر لاحقًا عن F-22 Raptor، كانت تشتمل أيضًا على كانارد.
التحديات التقنية للطائرات ذات الأجنحة الأمامية
رغم المزايا المحتملة، لا تتوافق الطائرات ذات الأجنحة الأمامية تمامًا مع متطلبات التخفي المتقدم ذات النطاق العريض (VLO)، ما يثير تساؤلات عديدة.
فهل تمكنت بوينج من تحقيق اختراقات تقلل من تأثير هذه الميزة مع الاحتفاظ بفوائدها؟، حيث قد يكون استخدام مواد مركبة متطورة، مثل الهياكل الشفافة للتردد مع حواجز داخلية، وسيلةً لتقليل انبعاثات الرادار.
ومع ذلك، فإن التخفي يتجاوز مجرد التصميم الخارجي والمواد الماصة للرادار، إذ يمكن تبني استراتيجيات أكثر تطورًا مثل تعديل أسطح التحكم لتعويض انعكاسات الرادار، لكن يبقى السؤال، إلى أي مدى يمكن لهذه التقنيات التغلب على العقبات وتحقيق مستويات عالية جدًا من التخفي؟
مفهوم التصميم المعياري لطائرة F-47
هناك احتمال أن تكون المقاتلة الأمريكية F-47 قابلة للتعديل وفقًا للمهام المختلفة، ففي البداية، كان متوقعًا أن يأتي برنامج NGAD بتصميمين مميزين: أحدهما لمهام أوروبية قصيرة المدى، والآخر لمواجهة التحديات التكتيكية في المحيط الهادئ.
وكان من الممكن أن تُصمم الأجنحة لتناسب كل بيئة، حيث تُستخدم أجنحة كانارد في البديل الأوروبي لتعزيز المناورة، ورغم أن القوات الجوية الأمريكية أعلنت لاحقًا التخلي عن هذا التوجه، لا يُستبعد إحياؤه بعد إعادة تقييم البرنامج خلال إدارة ترامب، ومع ذلك، لا يوجد دليل حاليًا على توفير أكثر من تكوين واحد للطائرة.
رغم وجود كثير من الغموض حول التصميم، يبدو أن بوينج فضّلت إضافة الأجنحة الأمامية على حساب بعض خصائص التخفي.
وربما كانت هذه خطوة استراتيجية استجابةً لتوجه القوات الجوية الأمريكية نحو مقاتلة تقليدية عالية الأداء، بدلاً من منصة شبحية ضخمة تعطي الأولوية للمدى والحمولة.
ومن المرجح أن بوينج استلهمت ذلك من الصين، التي طوّرت طائرة J-36 بمفهوم مشابه، كما أن تعزيز قدرات الطائرة في الإقلاع والهبوط القصير، من خلال تخفيف وزن الهيكل واستخدام أجنحة كانارد، قد يكون عنصرًا أساسيًا لدعم استراتيجيات الانتشار السريع مثل “التوظيف القتالي الرشيق” التي تركز عليها القوات الجوية الأمريكية لمواجهة التهديدات في المحيط الهادئ.
التخفي مقابل الأداء التقليدي
قد تكون القوات الجوية الأمريكية اختارت التخلي جزئيًا عن التركيز الحصري على التخفي لصالح زيادة كفاءة القتال الجوي.
وفي ظل تطور شبكات الدفاع الجوي الحديثة، ربما أصبح الاعتماد المفرط على تقنية التخفي غير مضمون مستقبلاً، لذلك، قد يكون الاتجاه نحو مزيج من التخفي الجزئي، الأداء المتقدم، والاستثمار في الحرب الإلكترونية وسيلةً لموازنة القدرات القتالية.
علاوة على ذلك، قد تعتمد القوات الجوية بشكل أكبر على الطائرات غير المأهولة والأسلحة الموجهة عن بعد لتنفيذ المهام الخطرة، مما يقلل من الحاجة إلى مقاتلات مأهولة فائقة التخفي.
وإذا كان هذا التصور صحيحًا، فقد تكون المقاتلة الأمريكية F-47 أصغر حجمًا وأخف وزنًا مما هو متوقع، مع التركيز على كفاءة المحركات وتقليل حمولة الأسلحة لزيادة نصف قطرها القتالي.
وسيتحقق ذلك من خلال الاعتماد على طائرات قتالية غير مأهولة (CCAs) لمهام الاستطلاع والهجوم، ما يقلل الحاجة لحمل أسلحة ثقيلة.
وقد يؤدي هذا النهج إلى خفض تكاليف التصنيع وتعزيز الإنتاج، لكنه يفرض بعض التنازلات في الأداء الاستراتيجي، إذ قد تصبح المقاتلة أقل قدرة على تنفيذ المهام طويلة المدى.
تحديات الاعتماد على ناقلات الوقود
إحدى أهم العقبات التي تواجه المقاتلات صغيرة الحجم هي مدى الطيران المحدود، حتى مع محركات الجيل الجديد ذات الدفع التكيفي (NGAP)، يظل تخزين الوقود تحديًا رئيسيًا، وهذا يعني أن الطائرة ستعتمد بشكل كبير على ناقلات الوقود الجوية، مما يشكل نقطة ضعف محتملة، خاصة عند مواجهة دفاعات الصين المتقدمة في المحيط الهادئ.
ولطالما حذّر الخبراء من هذه الإشكالية، حتى أن القوات الجوية الأمريكية بدأت في استكشاف خيار تطوير ناقلة وقود شبحية لدعم مقاتلات المستقبل، كم أن مدى نجاح هذه الفكرة سيؤثر بشكل مباشر على فعالية برنامج NGAD ومصير المقاتلة الأمريكية F-47.
مزيج «NGAD».. توازن بين القدرات والتكاليف
لا تتطلب طائرة NGAD التكتيكية الكبيرة والطويلة المدى دعم التزود بالوقود داخل المناطق المتنازع عليها، مما يمنحها ميزة استراتيجية، لكن البديل الأقصر مدى والأقل تكلفة قد يكون أكثر ملاءمة في سيناريوهات مختلفة، فيما كانت القوات الجوية الأمريكية تدرس بعناية التوازن الأمثل بين أنواع طائرات NGAD، بما في ذلك نظام التزود بالوقود الجوي الجديد (NGAS)، لاتخاذ قرار بالغ الأهمية بشأن المسار المستقبلي لهذا البرنامج.
وأدى هذا التحليل إلى تعليق برنامج مقاتلة NGAD العام الماضي، إذ استدعى الأمر إعادة تقييم مزيج الطائرات غير المأهولة، والأسلحة، وأجهزة الاستشعار، والاتصالات، والطائرات المأهولة، بالإضافة إلى ناقلات الوقود، مع الأخذ في الاعتبار التحديات المالية والتهديدات المستقبلية.
وفي خضم هذه الدراسة، طُرحت فكرة مقاتلة NGAD منخفضة التكلفة، التي قد يتم تسعيرها ضمن نطاق المقاتلات الحديثة الحالية، بدلاً من السعر الباهظ الذي كان متوقعًا في البداية.
وأكدت نتائج الدراسة التي أُجريت بعد تعليق تطوير الجيل السادس من الطائرات المأهولة أن القوات الجوية الأمريكية لا تزال بحاجة إلى طائرة تكتيكية مأهولة متقدمة.
وجاءت إدارة ترامب لتسرّع عملية اتخاذ القرار، لكن سبب اختيار المقاتلة الأمريكية F-47 على منافساتها لا يزال غير واضح، حيث كانت التوقعات تشير إلى تصميم أكثر تقليدية لمقاتلة الجيل السادس، لكن طائرة بوينج الجديدة ظهرت بتصميم غير متوقع، حيث اعتمدت أجنحة كانارد، وهو عنصر تصميمي أثار الكثير من التساؤلات.
خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، أُعلن أن F-47 سيتم إنتاجها بأعداد كبيرة، وهو ما لم يكن متوقعًا لطائرة NGAD التكتيكية المأهولة.
وسبق أن أوضح وزير القوات الجوية الامريكية السابق، فرانك كيندال، أن طائرة NGAD كانت ستكلف ثلاثة أضعاف سعر المقاتلة الأمريكية F-47، وكان من المقرر إنتاج حوالي 200 منها فقط.
وإحدى المفاجآت الكبرى كانت الإعلان عن إمكانية بيع المقاتلة الأمريكية F-47 للحلفاء، وهو نهج مختلف تمامًا عن سياسة تصدير المقاتلات الأمريكية المتقدمة، فعلى سبيل المثال، مُنعت طائرة F-22 من التصدير لأسباب أمنية، رغم الاهتمام الكبير بها من قِبَل الحلفاء.
تتميز مقاتلة F-47 بمواصفات لافتة، إذ يُقال إنها ستتمتع بمدى أطول، وقدرات شبحية محسنة، بالإضافة إلى موثوقية أعلى وسهولة صيانة مقارنة بمقاتلات الجيل الخامس.
لكن لا تزال الأسئلة مفتوحة حول مدى التحسينات في التخفي والقدرات القتالية، وما إذا كانت ستتطلب ناقلة وقود شبحية مثل NGAS لتعويض أي قصور في المدى أو الحمولة.
وحتى الآن، تبدو المقاتلة الأمريكية F-47 مختلفة تمامًا عن التصورات السابقة لطائرات NGAD، فبدلاً من التصميم الشائع الذي يشبه رأس السهم بدون ذيل، وأجنحة الدلتا الكبيرة، ظهرت الطائرة الجديدة بجناحين ثنائيي السطوح الإيجابي، وأنف يشبه المجرفة، وأجنحة كانارد، ما يمنحها مظهرًا أقرب إلى مزيج من طائر جارح، والطائرة التجريبية X-36، وحتى قاهر 313 الإيرانية المثيرة للجدل.